الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قول الزوج لزوجته: (كل شيء انتهى)

السؤال

زوجي أحيانًا ما يردد: "كل شيء انتهى، والله يستر عليك"، وإن سألته هل يقصد الطلاق، يرد بلا، فهل يقع أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقول الزوج لزوجته: (كل شيء انتهى) كناية من كنايات الطلاق، فلا يقع بها الطلاق إلا بنية الزوج، كما سبق بيانه في الفتوى: 48023.

والطلاق بيد الزوج؛ ولذلك يوجه القرآن الخطاب إلى الرجال، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ {الطلاق:1}، وقوله: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ {البقرة:231}.

وإذا تعلق الأمر بنية المطلّق، فهو أدرى بنيته، فإذا نفى الزوج أنه أراد الطلاق، فالقول قوله، جاء في المغني لابن قدامة -رحمه الله-: إذا اختلفا، فقال الزوج: لم أنوِ الطلاق بلفظ الاختيار، وأمرك بيدك. وقالت: بل نويت. كان القول قوله؛ لأنه أعلم بنيته. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني