الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قول الشخص عند الغضب: "يلعن كل شيء" كفر؟

السؤال

هل قول الرجل: يلعن كل شيء -عند الغضب- هو كفر؟ مع العلم أنه لم يكن قاصدًا شيئًا محرمًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في قبح هذه العبارة، وأنه ينبغي اجتنابها، كما سبق في الفتوى: 294868.

وأما التكفير بها: فهي محتملة، فقد تكون على عمومها، فتشمل ما لعنه كفر -كلعن الرب، وما يعظمه سبحانه من رسله، وكتبه، ونحو ذلك-.

ويحتمل ألا تكون على عمومها، بل تكون من العام الذي أريد به الخاص -كلعن كل شيء من أمور الدنيا، أو نحو ذلك-.

وما دامت العبارة محتملة للكفر، وغيره، فإنه لا يكفر بها المسلم حتى يعلم أنه قصد بها المعنى الكفري، فإن من القواعد المقررة في باب التكفير: أن المسلم لا يكفر، ولا يخرج من الإسلام إلا بيقين، والقول أو الفعل المحتمل للكفر وغيره، ينبغي حمله على عدم الكفر، جاء في شرح الشفا لعلي القاري: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا، فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني