الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "المنبت لا أرضا قطع.."

السؤال

ما معنى الحديث الشريف "إن المنبت لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى"

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيقول العجلوني في "كشف الخفاء": المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى. رواه البزار والحاكم في علومه، و البيهقي وابن طاهر وأبو نعيم والقضاعي والعسكري والخطابي في العزلة عن جابر مرفوعا بلفظ: إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى. واختلف في إرساله ووصله، ورجح البخاري في تاريخه الإرسال، وأخرجه البيهقي أيضا و العسكري عن عمرو بن العاص رفعه، لكن بلفظ "فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى"، وزاد: "فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذرا تخشى أن تموت غدا" وسنده ضعيف، وله شاهد عند العسكري عن علي رفعه: "إن دينكم متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا ظهرا أبقى، ولا أرضا قطع"، وفي سنده الفرات بن السائب ضعيف، وهذا كالحديث الآخر الذي أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة "إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" وروى أحمد عن أنس بلفظ "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق". وقد أفرد السخاوي في الحديث جزءا. انتهى. أما عن معناه: فقد قال ابن الأثير في النهاية: وفيه: "فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى" يقال للرجل إذا انقُطِع به في سفره وعطبت به راحلته: قد انْبَتَّ، من البَتّ: القطع، وهو مُطاوع "بَتَّ" يقال: بَتَّه وأبَتَّه، يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده، لم يقض وطره، وقد أعطب ظهر. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني