الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحسان العشرة وحل المشاكل مطلوب من الزوجين

السؤال

زوجي يشتمني (ليست شتائم خارجة) لكني تعبت من الإهانة (بالإضافة إلى أنه ضربني كذا مرة) لكنه في الضرب يعتذر بعدها، لكن الإهانة أصبحت شيئا روتينيا. زوجي جيد، وأنا أيضا، ولدينا طفلة.
أرسلت لحضرتك قبل هذا، وقلت لي بأني أوصل زوجي لمرحلة الضرب، وهو عصبي، وأن الزوج يتعب، ورغما عنه. نفس كلام المجتمع الذي أعيش فيه، يصبر الشخص نفسه لكي يتحمل.
أنا فعلا تعبت من الإهانة؛ لأنها أصبحت علنية.
ملحوظة: أنا مقصرة فعلا في أشياء، وهو مقصر، ونحن معترفان بذلك، لكن يصعب علي أن أُشتم كل حين.
زوجي سيقرأ جواب حضرتك. أرجو بعد أن ترد علي، تعرف أنك الرسول بيننا حاليا.
هل سيكون الرد أن الزوج لديه ظروف وأتحمل!!
سؤال آخر: لو سمحت لو أن زوجي هو الذي أرسل يشتكي أن زوجته ممتازة، لكنها تشتمه أمام أهله.
ماذا يفعل معها؟!!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت عن زوجك جملة من التصرفات السيئة من: شتم لك وإهانة، وضرب. فإن صح ذلك، فلا شك في أنه قد أساء إساءة عظيمة، وفعله هذا ليس بفعل الأخيار، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى: 212512.

ونصوص الكتاب والسنة جاءت بالحث على حسن التعامل مع الزوجة، واللطف معها وإيناسها، وذكرنا ذلك في الفتوى: 31386.
وإن كنت مقصرة مع زوجك، وتشتمينه؛ فأنت مسيئة كذلك إساءة عظيمة، والأمر أشد إن كانت إساءة الزوجة له أمام أهله، فقد يكون أشد إيلاما وأذى له، وانظري الفتوى: 207184، والفتوى: 69061.

وهذا التصرف نوع من النشوز، يجب عليك التوبة منه.
وإننا نرجو أن يسود بينكما الاحترام والتفاهم، وأن يعرف كل منكما للآخر حقه عليه، وأن يجتهد في أدائه إليه، فقد قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}. وانظري الفتوى: 27662، ففيها بيان الحقوق بين الزوجين.
وكما أن الزوجة مأمورة بأن تصبر على زوجها، فكذلك الزوج مأمور بأن يصبر على زوجته، مراعاة لمصلحة أعظم، وهي المحافظة على كيان الأسرة، أو مراعاة مصلحة الأولاد ونحو ذلك. وينبغي أن تراعيا أن الله قد رزقكما هذه الطفلة التي يرجى أن يكون وجودها عاملا معينا لاستقرار الأسرة، فإذا حصل الفراق، فربما كانت أول ضحاياه.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن ينشر بينكما المحبة والمودة، وأن يقوي العشرة وتحصل الألفة، وما ذلك على الله بعزيز.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني