الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تحب زوجها ولا تتقبله وغير راضية عن ذلك.. الحلول والوصايا

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، موظفة، ومتزوجة حديثاً. تمّ كتب كتابي منذ ما يقارب سنة ونصف على رجل، الكل يذكره بالخير والصلاح. تمت موافقتي عليه ليس برغبة تامة منّي -للأسف- أكملت الطريق وقلت في نفسي: لعلي أتقبله وأحبه مع الأيام. انقضت أيام الملكة، ولم أشعر بتقبل له أبدأ، وقلت في نفسي أيضا لعل مشاعري تتغير بعد الزواج، لكن للأسف لم تتغير. زوجي حنون وطيّب، وكريم ومعطاء جداً، ومكافح. والأهم من هذا كله أنه ما زال يصبر على تصرفاتي. المشكلة ليست فيه أبدأ، بل في أنا.
فأنا لم أستطع تقبله أو حُبه، طول اليوم وأنا عابسة في وجهه، لا أحب حديثه ولا مزحه، لا أحب تصرفاته ولا حركاته. سافرت شهر العسل خارج البلاد، ولم أستمتع أبدأ. كنت طول الوقت عابسة وإن اضطررت جاملته. أشعر بالندم على هذا الزواج، ولو يعود بي الزمن أقسم أني لن أرضى به أبدأ. وأيضا لم أمكّن زوجي من نفسي أبدأ؛ لأني لا أستطيع، كيف أسلم نفسي لشخص لا أطيقه، مع أنه يحاول مراراً وتكراراً، ولكنّي أرفض رفضاً قاطعاً. أشعر بالحزن، فأنا لم أتمن أن أعيش حياة مثل هذه، أود أن أحبه وأسعده وأسعد أنا أيضا، لكن لا أستطيع. أشعر بوجود حاجز في نفسي يمنعني عنه، ليس بيدي. أقسم لكم، وأنا لست راضية أبدا عن تصرفاتي لكن ماذا أفعل؟ أخبروني. مشاعري مضطربة جداً، فأنا لا أعلم ما أريد؟
أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وينفس كربك، وأن يصلح الحال بينك وبين زوجك. ونوصيك بكثرة الدعاء، والتضرع إليه تعالى. فقلوب العباد بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء، وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ولا ريب في أهمية الحب والمودة بين الزوجين في الحياة الزوجية، ولكن إن لم يوجد فلن تكون الحياة مستحيلة بدونه، فهنالك كثير من الجوانب الطيبة في الزوج يمكن أن يكون عليها قوام الحياة الزوجية.

ومما جاء في بعض الآثار أن امرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده المتقي الهندي في كتابه كنز العمال.

هذا بالإضافة إلى أن الحب قد يوجد بعد أن لم يكن موجودا.
وقد ذكرت عن هذا الرجل بعض الصفات الطيبة، التي قد تفتقدينها في رجل آخر فيه بعض الصفات الأخرى التي تحبينها، ولذلك فإن أمكنك الصبر عليه وأداء حقوقه إليه، ومنها حقه في الفراش فذاك، وإلا فلك الحق في مخالعته؛ كما فعلت امرأة ثابت بن قيس، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 64903.
وما كان لك الحق في منع زوجك حقه في الفراش لمجرد عدم حبك له، فهذه معصية وإثم مبين، تجب التوبة من ذلك، وانظري الفتوى: 300301، والفتوى: 5450.
وننبه إلى أن مثل هذا النفور قد يكون سببه عينا أو سحرا مثلا، فإن غلب على الظن ذلك، فينبغي الحرص على الرقية الشرعية. وراجعي الفتوى: 7967، والفتوى: 4310.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني