الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أيهما أفضل الصدقة أم العمرة؟

السؤال

أيهما الأولى الذهاب إلى العمرة أم الصدقة على الفقراء والمحتاجين؟ إن لم يتيسر الجمع بينهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت الصدقة صدقة الفريضة، فإنها أفضل من العمرة قطعا، وإذا كانت صدقة التطوع، فالأصل أن الحج والعمرة أفضل منها، لأن الحج والعمرة يشتملان على إنفاق المال وأعمال أخرى، من الطواف والسعي والذكر والصلاة والتلبية و... لكن إذا كان هناك قوم مضطرون لنفقته، أو كان له أقارب محاويج، وتعذر الجمع بين الإنفاق والحج والعمرة، فإن الإنفاق والحالة هذه أفضل. ففي "كنز الدقائق": قالوا -أي الحنفية- حج النفل أفضل من الصدقة. اهـ. وفي "مواهب الجليل": سئل مالك عن الحج والصدقة أيهما أحب إليك؟ فقال: الحج، إلا أن تكون سنة مجاعة. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الاختيارات": وأما إذا كان له أقارب محاويج، فالصدقة عليهم أفضل، وكذا إذا كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته، فأما إذا كان كلاهما تطوعا، فالحج أفضل، لأنه عبادة بدنية مالية، وكذا الأضحية والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمة ذلك. اهـ. وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" في شرح حديث: أي الأعمال أفضل؟ فذكر الإيمان، ثم الجهاد، ثم الحج. رواه البخاري ومسلم ، قال الشوكاني: هو حجة لمن فضل حج النفل على الصدقة. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 14214. والناظر في أحوال الأمة اليوم يرى أن المضطرين إلى النفقة كثر، فكم من المسلمين في مشرق الأرض ومغربها لا يجدون المأكل والمشرب والمسكن، فيكون التصدق على مثل هؤلاء أولى من إنفاق المال في الحج والعمرة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني