الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة

السؤال

هل يجوز للحائض أن تسجد سجود نافلة، مثل سجود الشكر أو السجود للدعاء مثلا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمذهب جماهير العلماء وعليه المذاهب الأربعة أن السجود صلاة، فيشترط له ما يشترط للصلاة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، قال ابن قدامة في المغني: ولا يسجد إلا وهو طاهر، وجملة ذلك أنه يشترط للسجود ما يشترط للنافلة من الطهارتين و... ولا نعلم فيه خلافاً إلا ما روي عن عثمان في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها، وبه قال ابن المسيب، وعن الشعبي: من يسمع السجدة على غير وضوء يسجد حيث كان وجهه، ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة بغير طهور. ، فيدخل في عمومه السجود. انتهى. وقال في موضع آخر: ويشترط لسجود الشكر ما يشترط لسجود التلاوة. انتهى. وقال النووي في المجموع: قال أصحابنا: وفي معنى الصلاة سجود التلاوة والشكر، فيحرمان على الحائض والنفساء.... انتهى. وعليه فلا يجوز للحائض أن تسجد للشكر، أما السجود المجرد لأجل الدعاء فإنه غير مشروع، بل ممنوع، لأنه لا يشرع السجود المجرد إلا إذا كان لتلاوة أو شكر، قال الرملي في نهاية المحتاج بعد ذكر سجود التلاوة والشكر: ويحرم التقرب إلى الله بسجدة من غير سبب ولو بعد الصلاة. انتهى. وفي الفتاوى الهندية: وأما إذا سجد بغير سبب، فليس بقربة ولا مكروه، وما يفعل عقب الصلوات فمكروه. انتهى. بل إن الأحناف وأغلب المالكية على كراهة سجود الشكر، ومن أراد الدعاء فليدع من غير سجود، أو ليتنفل بما شاء من الركعات ويدعو الله في السجود من صلاته. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني