الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لمحات من عقيدة الحلول والاتحاد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يقصد الحلوليون بوحدة الوجود، وما الرد عليهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق الجواب عما يتعلق بعقيدتي الحلول والاتحاد وذلك في الفتوى رقم: 11542. وحقيقة هذا القول تكذيب للشرع ومصادمة للعقل وإنكار للمحسوس، وذلك أن نصوص الشرع قد بينت المباينة بين الخالق والمخلوق، وأن هنالك رباً وهنالك مربوباً، كما قال الله سبحانه: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، وقال الله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر:62]. وقال: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ [الأنعام:18]. وقال عن الملائكة عليهم السلام: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:50]. وعند هؤلاء القائلين بوحدة الوجود أنه ليس هنالك عابد ومعبود حتى قال قائلهم: الرب عبد والعبد رب === ياليت شعري من المكلف وعندهم أن فرعون ليس بكافر، لأنه عرف الحقيقة عندما قال: فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعـات:24]، وعندما قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]. والله جل وعلا قد بين مصير فرعون وما آل إليه أمره من عذاب الدنيا بالغرق، ومن عذاب الآخرة بدخول النار، حيث قال سبحانه: وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ [الأنفال:54]. وقال: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. هذه بعض الملامح عن هذه العقيدة الباطلة، ولمزيد من الفائدة تمكن مراجعة كتب العقيدة وكتب المِلَل والفِرَق. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني