الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حق الزوجة على زوجها علاجها عند مرضها

السؤال

أعاني من توتر الأعصاب دائمًا، ما يجعلني أصرخ في وجه زوجي دون وجه حق، ولكنني بعد أن أهدا أندم كثيرًا، وزوجي يرفض ذهابي إلى العلاج النفسي. فما الحكم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أكرم الإسلام الزوجة، وجعلها محلاً للسكن النفسي والاستقرار العاطفي، فقال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].

ودعا إلى معاملتها بالحسنى، فقال عليه الصلاة والسلام: استوصوا بالنساء خيراً. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وقال: خياركم خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وصححه.

والزوجة من أهله، ومن حق الزوجة على زوجها علاجها عند مرضها، يستوي في ذلك العلاج العضوي والنفسي والعصبي، إذ القيام بمثل ذلك يعزز المودة والرحمة في الأسرة، ويبقى على اللحمة بين الزوجين، وينمي الصحة النفسية بين أفرادها. وفي حال تقصير الزوج ورفضه القيام بعلاجها مع حاجتها لذلك وظن نفعه، يجوز لها الخروج من غير إذنه لعلاج نفسها مع أحد محارمها، لأن هذا من الضرورات، والضرورة تقدر بقدرها، كما قال عليه الصلاة والسلام: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ.

ونوصي الزوجة بتقوى الله في زوجها وعدم إيذائه، لأن هذا من حسن العشرة ودوامها، فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله. رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه.

وهذا تأكيد على حق الزوج على الزوجة في الغضب والرضا، كما نوصيها بدوام الذكر والدعاء بإذهاب البأس عن نفسها وعدم الغضب، والاستعاضة من الشيطان الرجيم عند حدوثه أو السكوت والسكون. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب. رواه أحمد والنسائي.

وقال موصياً رجلاً من صحابته: لا تغضب، ورددها مراراً. رواه البخاري. وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة! فقال له عليه الصلاة والسلام: لا تغضب ولك الجنة. رواه الطبراني في الأوسط، وابن أبي الدنيا، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

وقال عن الغضبان: لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد. متفق عليه. وقال: إذا غضب أحدكم فليسكت. رواه أحمد. وقال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع. رواه أبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني