الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية حياة رسول الله بعد موته

السؤال

ما حكم من يقول: مدد يا رسول الله، أدركني يا رسول الله، يا رسول الله ادع لنا، ويعتقدون أن رسول الله حي يزورهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن قول القائل "يا رسول الله، وأدركني يا رسول الله" هو من الدعاء الصريح لغير الله، وذلك كفر مخرج من الملة، فالله تعالى شرع لعباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فلا يدعى إلا الله، ولا ينذر إلا لله، ولا يستغاث بغير الله، ولا يركع ولا يسجد إلا له... والدعاء والاستغاثة من أشرف العبادات، لاشتمالها على الذل والخضوع. روى أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة. وقرأ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]. وانظر المزيد في الفتوى رقم: 27752. وأما عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حي عند الله حياة لا كالحياة الدنيوية، فالله تعالى إذ اصطفى طائفة من خلقه بأن صيرهم بعد الموت أحياء عنده، كما قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]. فرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاصطفاء، لأنه أفضل خلق الله، ولكن حياته لا تعني أنه يزور الناس في أماكنهم أو يحضر جلساتهم وأذكارهم ويدعو لهم، إذ لو جاز أن يفعل شيئا من ذلك، لفعله مع صحابته وخلفائه وهم أفضل أمته وأعز الخلق عليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني