الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يشرع ذكره أمام الزوج من أسرار ومشاكل الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز أن أقول لزوجي مشاكل صديقاتي الزوجية وغيرها وكل ما يحدث بيني وبينهم، ومشاكلي مع أهلي أم لا يجوز حيث إني لا أخفي شيئا عنه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز لك أن تحدثي زوجك عن أحوال صديقاتك الزوجية، كما أنه لا يجوز لهن أصلاً البوح بها لك، لأن ذلك من الأسرار التي لا يشرع أن تفشى لما في إعلانها من المفاسد على الزوجين معاً، اللهم ما كان من ذلك على سبيل المشورة واقتصر فيه على قدر الحاجة، ولو أن صديقاتك قمن بعرض مشاكلهن عليك بصورة غير مباشرة على اعتبار أنها حكاية وقعت لامرأة مجهولة ثم طلبن وجهة نظرك في حل مشاكل هذه المرأة، لكان هذا أسلم لكنَّ جميعاً، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 29617. أما بخصوص ما يحدث بينك وبين أهلك من مشاكل فينظر فيه، فإن كنت أنت السبب في ذلك فعليك أن تتقي الله تعالى وتقلعي عن ذلك، أما إن كانوا هم السبب فننصحك بالصبر على أهلك وتحمل أذاهم، ولك في ذلك أعظم الأجر، ونذكرك بقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34]. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الوارد في صحيح مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. وعلى العموم فإن كانت في إخبار زوجك فائدة لحسم هذا الخلاف فلا مانع من ذلك، بل ربما كان مطلوباً، وإن كان زوجك على غير وفاق مع أهلك، فالأحسن عدم إخباره لأنه في هذه الحالة سيزيد المشاكل تعقيداً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني