الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكتبة لا يفارقون الناس أينما حلوا

السؤال

يقول أحد الأئمة: إن الرجل إذا دخل بيت الخلاء، فعليه ألا يتكلم بكلمة واحدة، فإذا تكلم كان قد أوجب على الملك الدخول عليه لتسجيل الكلمة، ويكون قد آذى الملك، فهل هذا صحيح، أم إنه تكلم بغير علم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالكلام أثناء قضاء الحاجة لغير حاجة، سبقت الإجابة عن حكمه في الفتوى رقم: 26825.

أما بخصوص الملائكة: فإذا كنت تقصد بهم الكتبة، فهؤلاء لا يفارقون الإنسان في أي موضع كان، لأن وظيفتهم الرقابة على ما يقول ويفعل، كما قال الله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قّ:18]، قال الشنقيطي في أضواء البيان: أي: ما ينطق بنطق، ولا يتكلم بكلام إلا والحال أن عنده رقيبًا، أي: ملكًا مراقبًا لأعماله، حافظًا لها، شاهدًا عليها، لا يفوته منها شيء، عتيد: أي: حاضر ليس بغائب.

وقد ورد في حديث أخرجه الترمذي، وضعفه الألباني، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم، إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم، وأكرموهم.

والحاصل: أن كلام الإنسان في المرحاض أثناء قضاء الحاجة، منهي عنه، وليس علة ذلك خشية دخول الملك إلى المرحاض؛ لأنه لا يفارق الإنسان أصلًا أينما حل؛ للأدلة التي سقناها، ولم يوجد ما يخالفها من القرآن، والسنة الصحيحة، وإنما هو تنزيه لذكر الله، أو نحوه عن ذلك المكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني