الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بالقدر وتناول الأسباب المشروعة لجلب الرزق

السؤال

كيف يعمل الإنسان إذا ضاقت به الأرض من غير عمل رغم أنه بحث عن عمل ولم يجده، مع العلم بأن معه شهادة رغم ذلك كره الدنيا وما فيها وجزاكم الله عنا ألف خير ودمتم لنا عوناً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يرزقك رزقاً حلالاً واسعاً، ثم اعلم أخي أن أغلى رزق يرزقه المسلم في هذه الدنيا هو هذا الإيمان الذي منَّ الله علينا به، ومن جملته الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، فإن كان خيراً استوجب ذلك الحمد والشكر لله عز وجل، وإن كان غير ذلك لزم الصبر والاحتساب وعدم السخط، لما أخرج أحمد في مسنده عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبت للمسلم إذا أصابه خير حمد الله وشكر، وإذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى اللقمة يرفعها إلى فيه. وليس معنى هذا أننا ندعو الإنسان إلى الكسل وعدم السعي في طلب الرزق، كلا، بل إن على الإنسان أن يتوكل على الله عز وجل ويأخذ بالأسباب المشروعة لجلب الرزق وهي كثيرة بحمد الله، منها: 1- التوجه إلى الله تعالى بالسؤال في ذلك؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، حيث قال: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. 2- تقوى الله تعالى لقوله سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب 3- البعد عن المعاصي فإنها تمنع الرزق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط . 4- طرق جميع أنواع الأعمال المباحة كالتجارة وغيرها من الحرف الأخرى، وإذا لم يوفق في عمل منها انتقل إلى غيره، وهكذا. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني