الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب نزول: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، و: أفمن كان مؤمنا كمن...

السؤال

فيمن نزلت هاتان الآيتان: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة...)، (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا...).

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما آية سورة فصلت فقد نقل الإمام القرطبي عن ابن عباس أنها نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.

قال -رحمه الله-: قال عطاء عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله، والملائكة بناته، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله، فلم يستقيموا. وقال أبو بكر: ربنا الله وحده لا شريك له، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، فاستقام. انتهى.

أما الآية الأخرى: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ [السجدة:18]، فنزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، ذكر ذلك القرطبي والبغوي، والخطيب في "تاريخ بغداد".

وقد رواه الطبري بإسناده عن عطاء بن يسار قال: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، كَانَ بَيْنَ ‌الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَلِيٍّ كَلَامٌ، فَقَالَ ‌الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: أَنَا ‌أَبْسَطُ ‌مِنْكَ ‌لِسَانًا، وَأَحَدُّ مِنْكَ سِنَانًا، وَأَرَدُّ مِنْكَ لِلْكَتِيبَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُتْ، فَإِنَّكَ فَاسِقٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ {السجدة:18}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني