الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حضور مجالس العلم ليس عذراً لترك الجماعة

السؤال

وبعد.يسعدني أن أسألكم: إنني أتابع بانتظام برنامج الشريعة و الحياة الذي تبثه قناة الجزيرة وأثناء بث البرنامج أسمع أذان صلاة المغرب فيصعب علي أداء هذه الصلاة جماعة دون أن أقطع متابعة البرنامج ولكنني أؤديها فردا أثناء إذاعة الفاصل المخصص للأخبار بدون أن يخرج الوقت المحدد لها شرعا فهل يجب أن أقطع البرنامج الذي أعتبره أنه حلقة العلم لأداء الصلاة جماعة أم أعتبر أنني في حلقة من حلقات العلم فيجوز أداؤها منفردا ولا يخفى عليكم أن وقت إعادة البرنامج يكون في منتصف الليل مما يصعب متابعته ولكم الشكر سلفا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أداء صلاة الفريضة مع الجماعة واجب على الرجل المستطيع الذي يسمع النداء، ولا يجوز له فعلها في البيت إلا لعذر، كالمرض والخوف على ضياع المال، أو نحو ذلك، بل إن من العلماء من ذهب إلى أن الصلاة مع الجماعة شرط لصحة الصلاة كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وعليه فإن من تخلف عن الجماعة وصلى منفرداً فأقل أحواله أن يكون آثماً وعاصياً بذلك إن سلمنا أن صلاته تجزئه، ثم إن الاستماع إلى البرامج الدينية، أو الدروس أو المحاضرات العلمية ليس من الأعذار المبيحة للتخلف عن حضور الجماعة، فإن أحسن أحولها أن تكون مما يندب إليه. والمقارنة بين شهود صلاة الفريضة مع الجماعة التي هم النبي صلى الله عليه بتحريق المتخلفين عنها وبين الانقطاع لاستماع البرامج الدينية تهوين من شأن الصلاة، إذ كيف يستبدل من وفقه الله وهداه الذي هو أدنى بالذي هو خير؟، هذا بالإضافة إلى أن الغرض من حضور الدروس والمحاضرات هو أن يعرف المرء ما أمره الله به فيمتثله وما نهاه عنه فيجتنبه، ومن أهم ما أمره الله به إقامة الصلاة والمحافظة عليها فكيف يكون حضور الدروس الدينية والمحاضرات ذريعة إلى الإخلال بذلك الواجب؟.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني