الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا متزوج ولدي ثلاث بنات، ومشكلتي هي أن زوجتي تضخم الأمور وتثير المشاكل لأبسط الأسباب، ولها مشاكل مع أمي وإخواني رغم أنهم يسكنون في بلد آخر، ويكنون لها الاحترام، فهي تريد أن أقوم بكل شيء لحساب أسرتها، والآن أفكر في طلاقها، وذلك نتيجة لكل تلك الموا صغت أرجو أن تقولوا لي رأي الإسلام في مثل هذا الأمر ورأيه حول سلوكها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الطلاق مباح في الأصل، وقد يكون مكروهاً إذا كان لغير حاجة، وقد يكون حراماً، وقد يكون واجباً على ما بيناه في الفتوى رقم: 12962، ومع هذا فقد حث الله تعالى على الصلح ووصفه بأنه خير من الفراق فقال سبحانه: (والصلح خير)[النساء:128] ونصيحتنا لك أيها -الأخ الكريم- أن تمسك زوجتك وتصبر عليها لاسيما وأن لديكما ثلاث بنات، وهن في حاجة إليكما معاً في تربيتهما ورعايتهما، وأما ما ذكرته من كونها تثير المشاكل مع والدتك وإخوانك لأبسط الأسباب فهذا -إن صح- فهو خطأ ينبغي أن تكف عنه زوجتك، وعليك أن تذكرها وتعظها بالله وتبين لها خطورة ما تفعله، وأنه من سوء الخلق، ومن سوء العشرة، ويمكنك توسيط امرأة عاقلة صالحة لنصحها وإرشادها، كما أننا ننصحك بالتغاضي عنها بعض الشيء ما لم يستفحل أمرها، كما يمكنك توسيط بعض الصلحاء للإصلاح ولتقريب وجهات النظر بينكما، وأما ما ذكرته من كونها تريدك أن تقوم بكل شيء لحساب أسرتها فلا يلزمك ذلك، ولكن لا شك أن إكرام أهلها بما لا يعود عليك بالضرر من حسن عشرتها، وعليك بنصحها وتقويمها ما أمكن، وعدم فراقها حفاظاً على الأسرة، فإن تعذر استدامة العشرة بينكما فلا حرج حينئذ في الطلاق، نسأل الله أن يصلح بينكما، ولا تنسى أن تدعو الله بصلاحها إنه على كل شيء قدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني