الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لاحظت يا شيوخي الأفاضل أن هناك جدلا حول موضوع الحريات أو الحرية في الإسلام أريد أن أسأل أولا هل في الإسلام حرية أو أن الإنسان المسلم مقيد بأحكام شرعية وثانيا لو أن في الإسلام حرية فكيف هي صفتهاوجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يحكم بوجود حرية في الإسلام على الإطلاق، ولا بعدم وجودها على الإطلاق، وذلك لأن الإسلام منهج وسط ومعتدل بين الإفراط والتفريط، فقد جاء الإسلام والأنثى مثلا في الجاهلية مسلوبة الإرادة، ممنوعة من التصرف، مهضومة الحق في التصرف وامتلاك المال، وأمثلة ذلك كثيرة مضمنة في كتب التفسير والفقه والحديث، ولكنه قيد ذلك على وجه يحفظ لها كرامتها، ويمنع من استغلالها، لضعفها وغلبة العاطفة عليها، كما هو الحال في اشتراط الولي في النكاح ونحو ذلك.

ومن هنا فيمكن القول بأن الحرية في الإسلام مقيدة بموافقة الشرع، حتى لا تختلط ولا تضطرب الأمور، وحتى لا يفسد نظام الكون، ومن هنا جاء أصل أصيل وفريضة من فرائض الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

روى البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا. فبهذه الحرية المنضبطة بضوابط الشرع تصل السفينة إلى بر الأمان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني