الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم زوجته سرقت بعض ماله فماذا يصنع؟

السؤال

أم سرقت نقودا لابنتها وزوجها، والبنت مع أن الزوج يعلم بذلك، فما الحكم الشرعي في هذه الأم؟ وماذا يجب على الزوج فعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان ما نسب إلى هذه المرأة من سرقة مال زوج ابنتها حقاً فإنها بذلك خالفت الشرع والطبع، والواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى وترد المال إلى صاحبه لأنه تعد على أموال الغير بغير حق شرعي، وقد قال الحق سبحانه: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. متفق عليه.

وعلى ابنتها أن تقوم بنصحها في ذلك وليكن ذلك بأدب واحترام، ولتحذر من إفشاء ذلك إلى الغير لأن فيه هتكاً لعرض أمها، فإن استجابت وردت الحق إلى صاحبه فالأمر واضح، وإلا فإننا ننصح هذا الرجل بالتكرم على أم زوجته بالعفو خصوصاً إذا كان هذا المال زهيدا، لأن في ذلك فوائد عظيمة منها الستر على المسلم والمحافظة على عرضه، ومنها كذلك أن فيه تطييباً لخاطر زوجته وأولاده إن كان له منها أولاد، هذا فضلاً عن أن حسم الموضوع على هذا النحو يؤدي إلى غلق باب من الخلاف داخل الأسرة وهذا مقصد عظيم، أما بخصوص أخذ أحد الوالدين من مال ابنه فقد سبقت الإجابة عليه في الفتوى رقم: 7490.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني