الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تخاطب زوجها على الإنترنت لتختبر التزامه؟

السؤال

أنا امرأة مسلمة زوجي مسافر إلى بلاد الكفر للعمل، أتكلم معه تقريباً يومياً بدأت أحس أنه يريدني أن أتكلم مع الفتيات على الإنترنت لإثارتي أكثر، فهل في كلامي معهن إثم، وما جعلني أقوم بهذا العمل أني أحس من شدة رغبته أنه ربما يتكلم معهن وهذا ما أخشاه، فإن خاطبته كأني واحدة منهن دون سابق اتفاق حتى اطمئن إلى أنه لا يمارس الرذيلة معهن على الإنترنت وأنا امرأة تحب زوجها ولا أريد أن يدخل الشك إلى قلبي، أفتوني هدانا وإياكم الله، وأرجو أن يكون الرد لي وحدي لأني أخشى أن يفهم مغزى الحديث ويعرف أني أنا من أرسل السؤال، وأرجو منكم أعزكم الله أن تلفتوا أنظار الشباب لحرمة لقاء الشاذات اللاتي يدمرن البيوت العامرة؟ ودمتم للإسلام ذخراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن السفر إلى بلاد الكفار أمر تكتنفه مخاطر كثيرة على إسلام المرء ومدى التزامه بدينه، وقد بينا طرفاً من ذلك في الفتوى رقم: 21228.

وقد يكون من الصعب جداً أن يحافظ المرء على إقامة شعائر دينه في تلك البلاد كما ينبغي، ولعلنا نلخص نصيحتنا لك في نقاط:

1- حث الزوج على عدم البقاء في تلك البلاد إلا إذا كان مضطراً لذلك، والضرورة تقدر بقدرها، بحيث لا يبقى فيها طويلاً، وإن أمكن أن يصحبك معه لتعينيه على الطاعة والالتزام بالدين فحسن.

2- لا يجوز للمرأة الكلام مع امرأة مثلها في الكلام الساقط المثير للغرائز، لأنه مظنة الفتنة والوقوع في العلاقات المحرمة وما إلى ذلك من السحاق وكشف العورات.... إلخ.

3- كما لا يجوز للرجل التحدث مع امرأة أجنبية عنه (غير زوجة له ولا محرم) بغير حاجة.

4- عليك أيتها -السائلة الكريمة- ألا تستجيبي لدعوة هذا الزوج بمحادثة الفتيات على الإنترنت لأنك غير محتاجة لذلك، والعجب من قولك (إنه يريدني أن أتكلم مع الفتيات لإثارتي أكثر) !! ويمكنك إفهامه بأنك كمسلمة ملتزمة بدينها لا يجوز لك الخوض في الأمور المذكورة مع أي أحد غير زوجك بقصد الاستمتاع.

5- عليك إبعاد الشكوك من قلبك، فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم وعدم تتبع العورات والتجسس، وبناءً عليه فلا تخاطبيه على أنك أجنبية عنه قصد اختباره، أما إذا جاهر بالفسوق والفجور والمحرمات فالأمر يختلف.

6- يمكنك توجيهه ونصحه بوسائل غير مباشرة بذكر عناوين لمواقع إسلامية متميزة على الإنترنت عسى أن ينفعه الله بها، وحثه الدائم على الخير والتقى.

7- كما ننصحك بالإقلال من الدخول على الإنترنت فهو مصيدة يقع فيها الكثيرون يوماً بعد يوم، فاحرصي على المواقع النافعة واحذري من مواقع المحادثة والدردشة الشريرة وما أكثرها! ويمكنك مراجعة عدة فتاوى سابقة لنا مفصلة في المحادثات والعلاقات ومنها: 21582، 18303، 19075، 16204، 11507.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني