الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث "ماذا أنزل الليلة من الفتن؟"

السؤال

استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة، ما معنى هذا الحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور صحيح رواه مالك في الموطأ والبخاري في الصحيح واللفظ له، ومعناه -والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة من الليالي التي كان فيها مع زوجته أم سلمة رضي الله عنها وهي التي روت الحديث فقال متعجباً: مما رأى -أو مما أوحى الله تعالى به إليه (سبحان الله) وما أكثر ما نزل في هذه الليلة من الفتن.... وما أكثر ما فتح فيها من خزائن رحمة الله تعالى على عباده، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها بإيقاظ صواحب الحجر (زوجاته الأخريات) لقربهن منه صلى الله عليه وسلم حسا ومعنى، وحتى لا يتغافلن عن العبادة ويعتمدن على كونهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى يتجنبن ما نزل من الفتن... ويتعرضن لما فتح من رحمة الله تعالى... ثم قال صلى الله عليه وسلم فرب كاسية في الدنيا أي فكم من امرأة كانت كاسية منعمة في الدنيا وهي في الآخرة عارية من ذلك كله، حين يكسى غيرها من أهل الصلاح.

قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث جواز قول سبحان الله عند التعجب، وندبية ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ، وإيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة لا سيما عند آية تحدث... وفيه استحباب الإسراع إلى الصلاة عند خشية الشر كما قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وأمر من رأى في منامه ما يكره أن يصلي، وفيه التسبيح عند رؤية الأشياء المهولة، وفيه تحذير العالم من يأخذ عنه من كل شيء يتوقع حصوله، والإرشاد إلى ما يدفع ذلك المحذور.

الله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني