الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانشغال بالدراسة ليس عذرا مبيحا لتأخير الصلاة ولا لجمعها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أنا طالبة في المرحلة الثانوية ، أنتهي من دوامي الساعة 2.00 ظهراً و لا يتسنى لي وقت لأصلي صلاة الظهر في المدرسة .لكني أصليها في البيت رغم انقضاء وقتها، سؤالي هل أستطيع أن أصليها جمعاً مع صلاة العصر، علماً بأنه عند أذان العصر أكون متواجدة في البيت. أم أصليها قصراً و ذلك بقصر صلاة الظهر ركعتين و صلاة العصر أصليها في و قتها أربع ركعات ، أم لديكم حل آخر أفيدوني جزاكم الله خيراً ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تأخير الصلاة عن وقتها من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون: 4-5]، قال ابن عباس وغيره من السلف في معنى ساهون: يؤخرونها عن وقتها، ولقوله سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) قال ابن مسعود وغيره: إضاعتها: تأخيرها عن وقتها.

والانشغال بالدراسة الثانوية أو غيرها ليس عذراً مبيحاً لتأخير الصلاة عن وقتها، ولا لجمعها مع صلاة أخرى، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله وأن تؤدي الصلاة في وقتها، وذلك بأن تحرصي على أن تكوني على طهارة فإذا جاء وقت الصلاة فاستأذني بضع دقائق وصلي في أقرب مكان طاهر، فإن الله سبحانه وتعالى خص هذه الأمة بأن جعل الأرض كلها لها مسجداً وطهوراً، ففي أي مكان أدركت المسلم الصلاة فليصلها، ولكن لو تعذر عليك كل هذا وكان في أدائك للصلاة في وقتها ضرر، فلا حرج عليك حينئذ من الجمع بين صلاتي الظهر والعصر للحاجة لما ثبت في البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم: جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر وفي رواية لمسلم: من غير خوف ولا مطر. ولكن يجب عليك صلاة الظهر أربعاً والعصر أربعاً لأنه لا يجوز القصر إلا في السفر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني