الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب المسلمة تجاه إخوانها المضطهدين

السؤال

ما واجبى نحو حال المسلمين المعذبين الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من واجب الأخت اتجاه إخوانها المضطهدين عدة أمور من أهمها:

1-أن تكثر الدعاء لهم في أوقات الإجابة كآخر الليل وساعة الجمعة، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار والانتهاء من صلاة الفرض، ففي الحديث دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. رواه مسلم.

ويتعين الإكثار من الدعاء وعدم الملل منه لما في الحديث: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي. رواه البخاري ومسلم.

2-نصرهم بما تيسر من مال أو غيره، ففي حديث الصحيحين: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وفي الحديث: ما من امرئ يخذل امرءا مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. رواه أحمد وأبو داود والضياء في المختارة. وحسنه الألباني في الجامع.

3-التعاطف معهم لما في الحديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى. رواه البخاري.

4-بذل الطاقة في تفريج كربتهم وإعانتهم، ففي الحديث: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. رواه البخاري ومسلم.

5-كفالة يتاماهم وأراملهم، ففي الحديث: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة. رواه مسلم.

وفي الحديث: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله. رواه مسلم.

6-بذل الوسع والطاقة في توبة واستقامة المتعاطفين معهم من المسلمين على الطاعات حتى تستجاب دعواتهم لهم، وحتى تتوقف أبواب البلاء المفتوحة بسبب معاصي بني آدم، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ(الروم: من الآية41)، وقال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً(لأنفال: من الآية25).

7-حرص المرأة المسلمة على تنشئة رجال صالحين يهدون بالحق وبه يعملون وإليه يرشدون، وفي سبيله يحيون ويموتون، كما ربت صفية الزبير، وأسماء بنت أبي بكر عبد الله ابن الزبير، والخنساء أبناءها، وأمهات مالك والشافعي وأحمد وربيعة أبناءهن، فإن وراء كل عظيم امرأة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني