الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجمع لكون غير المسلمين لا يحبون رؤية من يصلي

السؤال

أنا أتعلم في كلية يهودية, وليس من الممكن الصلاة خلال دوام التعليم واليهود لا يفضلون رؤيتنا نصلي في المحلات العامة لذلك أصلي في سيارتي جالسا وقتي الظهر والعصر , لأني أيضا لا أستطيع المحافظة على الوضوء حتى الخروج من نطاق الكلية.هل هذا مقبول شرعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي البداية ننبهك إلى ضرورة الابتعاد عن الدراسة في الكلية المذكورة إذا كان بالإمكان وجود غيرها، لما قد يترتب على الدراسة فيها من مشاهدة المنكرات التي لها تأثير على دينك، إضافة إلى عدم القدرة كليا على عدم أداء شعائر دينك بصفة كاملة، وبالإضافة أيضا إلى ما قد يلحقك من مضايقة وحرج.

فإن احتجت إلى الدراسة فيها لعدم وجود غيرها وكان الأمر لا يعدو كونهم لا يفضلون رؤية من يصلي داخل الكلية من غير أذى سيلحقك، فالواجب عليك أداء الصلاة في وقتها بعد تحصيل شروطها التي من بينها الوضوء ولو داخل الحمام، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. متفق عليه واللفظ لمسلم.

فإذا لم تستطع أداء الصلاة أثناء المداومة في التعليم وكانت نهاية الدوام قبل غروب الشمس بقدر ما تؤدى صلاة الظهر والعصر، فأخر الصلاتين حتى تجمعهما جمع تأخير للمشقة التي تلحقك، وراجع الفتوى رقم: 16490.

فإن لم يمكن هذا ولم يبق إلا أن يترتب على دراستك تضييع الصلاة، فالواجب عليك التخلي عن تلك الدراسة والبحث عن وسيلة أخرى للدراسة أو الكسب، ولن يضيعك الله تعالى.

فقد قال تعالى: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ] (الطلاق: 2-3).

وللتعرف على خطورة ترك الصلاة والتهاون بها راجع الجوابين التاليين: 1145، 1195.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني