الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العينان ثابتتان لله تعالى بغير تشبيه ولا تعطيل

السؤال

أخي الفاضل السلام عليكم ، وبعد أرسلت إليكم فتوى رقم 45839 وتفضلتم بإجابتي بقول : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي الآية الكريمة إثبات العينين لله جل وعلا على ما يليق به سبحانه وتعالى، وإنما جمعتا للتعظيم كقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، قال شيخ الإسلام: وإن له عينين كما قال "تجري بأعيننا" والمعنى أن السفينة تجري تحت نظر الله وحفظه ورعايته وليس في داخل عين الله إذ لا يقول هذا عاقل، والعرب تقول "أنت في عيني" أي تحت نظري لا أنه داخل عينه.
والله أعلم.
ولكن مكمن السؤال حينما يقول قائل : يد الله قدرة الله ، نرد عليه ب ... فهل يدخل في قولكم : والمعنى أن السفينة تجري تحت نظر الله وحفظه ورعايته . أن هذا الكلام يدخل فيه التأويل .ثم الدليل على لفظ إثبات العينين . مع العلم أنني لا أثبت إلا ما ثبت بنص ، ولا أوؤل .وآسف إذ أسأل في ذلك . أخوك salhaly@forislam.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحن أثبتنا العينين لله عز وجل في الفتوى المشار إليها وذلك استنادا إلى الآية الكريمة، وهناك أدلة أخرى في السنة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، إلا أن المسيح الدجال أعور عين اليمين كأن عينه عنبة طافية، وإنما اقتصرنا في الفتوى السابقة على الآية الكريمة لأنها محل سؤال السائل، وبعد بيان إثبات العينين لله جل وعلا دون تشبيه ولا تعطيل بينا المقصود بقوله تعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا] (القمر: 14) وأن المقصود بذلك جريها تحت نظر الله ورعايته، ومن معاني الباء في اللغة العربية المصاحبة، وليس المعنى أنها تجري في داخل عيني الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وليس هذا هو الظاهر من النص حتى نحتاج إلى تأويله، فقول أهل السنة في تفسير الآية: تجري بمرأى منا ليس تأويلا، بل هو الظاهر، فإن أصر مصر على أن هذا تأويل قلنا هذا تأويل دليله هو ما اتفقت عليه النصوص الشرعية وأجمع عليه أهل العلم عن تنزيه الله تعالى عن مخالطة الخلق أو حلولهم فيه، بل هو العلي الأعلى البائن بنفسه عن جميع مخلوقاته، مع إثبات العينين لله تعالى من الآية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني