الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل جائز تكفير المنتحر وما رأيكم بهذه القصة ? اتصلت بنا إحدى الأخوات قبل أسبوعين .. وقالت : أرجوكم أنقذوا صديقتي .. لقد وقعت في الفخ .. وغرر بها أحد ذئاب البشر الجائعة الضائعة .. فوقع معها في الفاحشة .. وهي الآن .. ( حاامل ) في الشهر الأول .. فأرجوكم أن تجدوا لها حلاً في إسقاط ذاك الجنين من بطنها ..
أهلها لا يعلمون بشيء .. فهم في شغلهم فاكهون .. ولايدرون أن الفجيعة قد حلت بدارهم .. حتى أن والدتها تقول لها بعجب !! بنيتي!! لم كبرت بطنك ؟
كتمت سرها والنار تشتعل بين أحشائها .. وهي تصارع الآلام والأوجاع ..
بحثنا كثيراً عن حل لإسقاط ذلك الجنين حتى نستر على تلك المسكينة ..
ولكن .. كان جواب أكثر الأطباء أو المختصين لا نستطيع فعل أي شي في مثل هذه الحالات .. المستشفيات تمنع الاسقاط إلا بإثباتات ووو ..
بحثنا كثيرا .. طوال أسبوع ونصف .. حتى كانت الكارثة !!
إتصلت بنا صديقة تلك المسكينة ليلة البارحة !! وقد خنقتها العبرات !! وعلاها الصراخ !!
فلانة ( انتحرت ) حرام عليكم والله ...
لم نستطع استبيان كلماتها من شدة بكائها ..
تقول ( اتصلت تلك الضحية على أحد المشايخ-عفا الله عنه- بالهاتف وحكت له مأساتها )
فكان رده: * أنا لا أجيب على هذه الأمور ( الوصخة) ثم أغلق سماعة الهاتف في وجهها .
اسودت الدنيا في وجهها .. ولم تجد حولها من يفتح لها بصيص أمل إلى البقاء في هذه الدنيا ..
دخلت غرفتها التي ضاقت بها .. وتناولت سماً قاتلاً .. لتريح نفسها من عذاب قد اشتد عليها .. وقد جفت دموعها .. وبح صوتها وهي تصرخ بمجتمع .. قد فاحت منه رائحة العفن .. فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
أحبتي .. هذه قصة واقعية حقيقية حدثت قبل أيام .. في مدينة جدة ..
فنرجوا منكم الدعاء لتلك الأخت المسكينة التي ذهبت ضحية واقع ومجتمع غافل لاه .. لا ندري متى يفيق ؟!!
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ،، وإنا لله وإنا اليه راجعون ...
تم الرد على هذه القصة من أحد اخواننا بالموقع فهل جوابه صحيح ؟ ام فيه خطأ
الجواب هو
بسم الله الرحمن الرحيم........ كثيرا ممن أورد تعليقا هنا قالوا ليغفر الله لها.....كيف ذلك وقد ماتت كافره بقتلها لنفسها التي حرم الله ذلك بشكل واضح وصريح.......أما ما قيل عن ذلك الشيخ فأنا اعتقد بانه شيخ بحكم سنه لا بحكم علمه وفقهه فلو كان يعلم بامور دينه لما فعل ما فعل كان عليه أن يستقبلها ويقدم لها مايقدم كل رجل دين يخاف الله تعالى وكان الله قد آمده إلى سواء السبيل....وهنا فهذا الذي يدعي بأنه شيخ هو شريك في قتل تلك الفتاة فهو الذي دفعها إلى قتل نفسها لتخليه عنها في أشد الأوقات التي كانت بحاجة له .فانا لو صادفتني تلك الفتاة وأنا لست عالما لأخذتها لمن يستطيع مساعدتها على مبدأ إنما المؤمنون إخوة ...ياإخواني اطلبوا المغفرة لذلك الشيخ....وليس للفتاة فهي قد ماتت كــــــــــافرة زانيه اطلبوا المغفرة فهو القاتل المساعد فهو بحاجة للتوبة وطلب المغفرة من الله تعالى.....وآخر كلمه اتقوا الله ياأخواتي في انفسكن كونوا دائما مع الله يكون معكن...والـــلــــــــــــه المـــــــــــــــــوفق
السؤال هل جائز الترحم عليها ؟
هل القاتل هو الشيخ الذي لم يعنها على التوبة ؟
هل هي آثمه .؟
هل جائز تكفير المنتحرة والشيخ ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن ممارسة الزنا والحمل منه والإقدام على الانتحار بعد ذلك أمور كلها من كبائر الذنوب، نسأل الله العافية، كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1095 ،4686 ، 10397 ،12658 .

إلا أن ارتكاب المسلم لهذه الذنوب أو غيرها ما عدا الشرك بالله تعالى وموته عليها من غير توبة لايخرجه ذلك عن ملة الإسلام، بل هو تحت مشيئة الله يرجى له الرحمة والمغفرة كما هو معتقد أهل السنة والجماعة في مر تكب الكبيرة ، وانظري الفتوى رقم: 9115 ، ومما يستدل به على هذا وبشأن قاتل النفس خصوصاً دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للذي قتل نفسه، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث جابر وفيه: فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر معه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطياً يديه فقال له ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى لله عليه وسلم فقال مالي أراك مغطياً يديك، قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.

وقد بوب الإمام النووي لهذا الحديث بقوله: باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر، ثم قال معلقا على هذا الحديث: فيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر ولا يقطع له بالنار بل هو في حكم المشيئة. انتهى

وبهذا يتضح بطلان قول مدعي نفي الإسلام عن هذه المنتحرة وشبهها من أصحاب أهل الكبائر، وإنما هم في مشيئة الله تعالى إن شاء غفر لهم ولم يعذبهم وإن شاء عاقبهم، لذا فلا مانع من الترحم والاستغفار لهذه المنتحرة ، فالله عز وجل واسع المغفرة ، أما الشيخ فيلتمس له حسن المخرج إذ لعله لم يتضح له وجه سؤال الفتاة أو لعلها طلبت منه مساعدتها في إسقاط الحمل كما طلبت من غيره فأعرض عنها لذلك، أو أراد تنبيهها أو زجرها عن مثل ما أقدمت عليه فلم يسترسل معها في الحديث عن موضوعها، هذا وننبه إلى أن إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه حرام ولا يجوز المساعدة عليه وكونه من زنى لا يبرر إسقاطه، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للمسلمين. والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني