الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفتي مبين لحكم الله حسب الدليل؛ لا الهوى أو الرأي

السؤال

ما حكم أن يقول "انتقم الله من العالم فلان فلم تات المصائب إلا من وراء فتواه" والقائل ملم بالأمور الشرعية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز مثل هذا القول في حق مفت شرعي لأن الفتوى إعلام للمستفتي بحكم الشرع في النازلة المسؤول عنها، بحسب ظن المفتي إن كانت من مسائل الاجتهاد.

فالمفتي إنما هو مبين لحكم الله في المسألة مستنداً إلى دليل شرعي من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس، وليس بهواه أو برأيه، وهو ليس معصوماً، إلا أنه يتعين على المستفتي أن لا يأخذ دينه إلا ممن يوثق بعلمه وأمانته واتباعه للدليل، فقد قال بعض السلف: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

وعليه؛ فهذا القائل قد أخطأ في قوله هذا، وعليه الاستغفار من هذا القول والتوبة إلى الله، وعليه أن يعرف للعلماء حقهم ويقدر لهم قدرهم، فلا شك أن منزلة العلماء في الإسلام عظيمة، فهم ورثة الأنبياء، وحملة الدين للناس، وهم الذين استشهدهم الله تعالى على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال الله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18].

وقال ابن عساكر: إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب، ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني