الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيسات من حياة جلال الدين المحلي

السؤال

أريد معرفة سيرة الإمام جلال الدين المحلي لكي أستخدمها في بحث عن تفسير الجلالين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجلال الدين المحلي: هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الجلال أبو عبد الله بن الشهاب أبي العباس بن الكمال الأنصاري المحلي القاهري الشافعي.

وهو منسوب إلى المحلة الكبرى الغربية وهي مدينة مشهورة في مصر يعرف بالجلال المحلي أو جلال الدين المحلي وأطلق عليه ابن العماد لقب (تفتازاني العرب)، ولد في شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائه بالقاهرة نشأ في القاهرة وقرأ القرآن وكتباً، واشتغل في عدة فنون، فدرس الفقه وأصوله، والعربية والنحو والفرائض، والحساب، والمنطق، والجدل والبيان، والمعاني، والعروض، ودرس التفسير وأصول الدين وعلوم الحديث، وتفنن في العلوم العقلية والنقلية.

وتتلمذ على عدد كبير من الشيوخ نذكر منهم:

1- سراج الدين بن الملقن.

2- سراج الدين البلقيني.

3- برهان الدين إبراهيم الأبناسي.

4- الحافظ ابن حجر العسقلاني.

وممن تتلمذ على جلال الدين المحلي:

1- جلال الدين السيوطي.

2- شمس الدين السخاوي.

3- نور الدين السمهودي. وخلق كثير.

اتصف جلال الدين المحلي بصفات العلماء العاملين، وكان مهاباً وقوراً عليه سيما الخير، وكان رجاعاً إلى الحق وكان زاهداً في المناصب، فقد عرض عليه القضاء بعد وفاة الحافظ ابن حجر فأبى، وكان يقول لأصحابه إنه لا طاقة لي على النار، وكان المحلي شديد الذكاء حيث قال بعض العلماء عنه: أن ذهنه يثقب الماس.

وقال عنه تلميذه السيوطي: كان غرة هذا العصر في سلوك طريق السلف على قدم الصلاح والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يواجه بذلك الظلمة والحكام ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم ولا يأذن لهم بالدخول عليه.

من مؤلفاته:

- تفسير القرآن الكريم من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن، أكمله تلميذه جلال الدين السيوطي على نفس النمط وهو المسمى بتفسير الجلالين.

- شرح جمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي واسمه (البدر الطالع بشرح جمع الجوامع) وهو مطبوع.

- شرح ورقات إمام الحرمين في أصول الفقه.

- شرح منهاج الإمام النووي في الفقه الشافعي واسمه (كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين) وهو مطبوع.

وكتب أخرى كثيرة لا يسع المقام لذكرها.

مرض الإمام جلال الدين المحلي في منتصف شهر رمضان سنة 863هـ واستمر مريضاً إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى في يوم السبت أول محرم سنة 864هـ الموافق 1459م، وللمزيد من الفائدة راجع مقدمة شرح الورقات في أصول الفقه لجلال الدين المحلي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني