الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبا وشهدا زورا ليأخذا أكثر مما يستحقان

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد؛السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أرجو من الشيخ الكريم أن يفتيني في مسألتي هده؛ وقعت لي حادثة سير و أنا راكب على دراجتي الهوائية حيث ضربني شخص بدراجته النارية فهرب ثم جاء خالي فتوجهنا مباشرة إلى المستشفى حيث أعطى خالي رشوة للطبيب ليزيد في مدة مكوثي بالمستشفى مع العلم أنني شفيت في ظرف 3 أو4 أيام لأنه لم يكن ضررا كبيرا عدا جروح خفيفة في الرجل و تمزق عضلي في كتفي فشهد الطبيب زورا بأنه يتوجب علي المكوث في المستشفى لمدة 30 يوما ثم توجهنا بعد ذلك إلى رجال الشرطة لنبلغهم بالحادثة فأعطى مرة أخرى خالي رشوة للضابط فشهد هو الآخر زورا على أنني أصبت إصابات بليغة.و في اليوم التالي جاء إلينا صاحب الدراجة الهارب فسامحه خالي عوض قدر مالي يضاعف ما أنفقنا على هده الحادثة حوالي 9 أو10 مرات فتوجهنا مرة أخرى إلى مركز الشرطة لنبلغهم بأن الشخص المطلوب ليس هو الماثل أمامهم فتركنا البحث مبنيا للمجهول و للإشارة فان صاحب الدراجة كان قد فر إلى مدينة أخرى فاستدعته الشرطة فأتى إلينا طالبا السماح. و سؤالي فضيلة الشيخ؛ هل المال الذي أعطانا إياه صاحب الدراجة النارية حلال أم حرام أم يجب إرجاع ما زاد عن التعويضات الضرورية إلى صاحبه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما أقدمتم عليه قد اشتمل على عدة محذورات:

الأول: أن في ذلك كذبا وشهادة زور، وشهادة الزور والكذب لإضرار الآخرين يعد من كبائر الذنوب.

والثاني: دفع المال لأجل هذه الشهادات الكاذبة يعدان من الرشوة المحرمة لأنه دفع للمال لإحقاق باطل وإبطال حق، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي كما رواه الترمذي وغيره.

والثالث: أن في ذلك أكلا لأموال الناس بالباطل، حيث إنكم لا تستحقون على هذا الشخص إلا الأرش الذي يعادل ما حصل من إصابة فحسب، وما زاد على ذلك فهو سحت، والواجب عليكم الآن هو التوبة من هذه الذنوب والآثام والندم والاستغفار، كما يجب عليكم رد ما زاد عن ما تستحقونه إلى هذا الشخص وطلب السماح منه إن كان حصل له ضرر بسبب كذبكم وشهادات الزور.

كما يجب عليكم أن تأمروا الطبيب والضابط المرتشين بالتوبة إلى الله من الرشوة ومن شهادة الزور.

ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 9215، 35535، 45978.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني