الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تتشاءم من الرقم "13 " فماذا تصنع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أنا عندي مشكلة كبيرة ولا أعرف ما حكمها .أنا من النوع الذي بتفائل وأتشاءم وهذا حرام على ما أعتقد حيث إني أكره رقم 13 بشدة لأنه حدثت لي في ذلك اليوم شيء أكرهه أثر على حياتي كلها لدرجة أنه إن شاء الله سيعقد كتب كتابي يوم 12 وخائفة جدا من يوم 13 أي من تكرار الأحداث السيئة أحاول تلاوة القرآن والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ولكن قلبي يملؤه الخوف. أنا بعض الأحيان أحس بأن الأحداث يمكن أن تتكرر ما ذا أعمل حتى أكون إنسانة متفائلة لأني أعرف أن كل شيء قدر ومكتوب لكن مازلت خائفة فما الحل لإزالة هذا الخوف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخوف الذي تشعرين به من رقم 13 سببه ضعف الإيمان بالله وبقضائه وقدره، ولمعرفة أثر عقيدة الإيمان بالقدر في استقامة شخصية المسلم وثباتها أمام ما يعتريها من التشاؤم والطيرة انظري الفتوى رقم: 9435، ولو كنت من المتوكلين على الله حق توكله ومن الموقنين بأنه لا متصرف في الكون إلا الله لما خفت كل هذا الخوف من رقم 13، ولمزيد بيان راجعي الفتوى رقم: 38340.

ولا شك أن التشاؤم داء عظيم، والواجب على من أصيب به أن يأخذ بأسباب دفعه وعلاجه، ونجمل بعضها فيما يلي:

1 الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه واطراح الوساوس والأوهام، وقطع دابرها واجتثاث أصولها وعدم الالتفات إليها بالكلية، والمضي في الشأن المقصود بعزم وحزم وقوة.

فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله: إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان، قال: فلا تأتهم، قال: ومنا رجال يتطيرون، قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم.

فعليك أيتها الأخت الكريمة أن لا تستجيبي للوساوس التي تأتيك لتصرفك عن العمل الذي عزمت عليه استجابة لوصية محمد صلى الله عليه وسلم، ولتعلمي أن قضاء الله تعالى عليك غالب، ورزقه لك طالب، إلا أن الحركة سبب، لا يثنيك عنها الشيطان، ولتمضي في عزائمك واثقة بالله إن أعطى وراضية به إن منع.

2 اليقين أنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بقدر، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله: لابن عباس رضي الله عنهما: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

3 أن تقولي الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حصل له تشاؤم بشيء معين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة (التشاؤم) عن حاجته فقد أشرك. قالوا: يا رسول الله: ما كفارة تلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني