الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كمال النظافة ليس شرطاً لصحة الصلاة

السؤال

أنا عامل بناء حينما أعمل في المباني وتأتي أوقات الصلوات لا أتوقف عن العمل بل أواصله ولا أصلي الصلاة في وقتها بل بعد خروج الوقت ودخول أوقات الصلوات الأخرى والسبب في ذلك أنني أعرق كثيراً جداً، ولا أريد أن أقابل الله عز وجل وأنا على تلك الحال التي أخجل أن أقابل بها بشراً فضلاً عن أن أقابل بها الله عز وجل فهل علي إثم وماذا يلزمني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها؛ لقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا [النساء:103]، بل إن تأخير الصلاة عن وقتها من أعظم المحرمات وجاء فيه الوعيد الشديد، فقد فسر العلماء قوله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59]: فسروا إضاعة الصلاة بتأخيرها عن أوقاتها.

وكونك تعرق كثيراً ولا تريد أن تقابل الله عز وجل وأنت على تلك الحال ليس عذراً مقبولاً لتأخير الصلاة حتى يخرج وقتها؛ لأن المطلوب لصحة الصلاة هو الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، والطهارة من النجاسة في الثوب والبدن والمكان الذي تصلي فيه، وليس شرطا لصحتها كمال النظافة، فإن لم يتيسر لك تنظيف جسمك، ولبس ملابس نظيفة؛ كما قال الله تعالى: خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]، فالواجب عليك أن تصلي على تلك الحال ولا تترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 16338.

ولمعرفة شروط الصلاة نحيلك على الفتوى رقم: 1742، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، وأن يملأ قلوبنا من محبته وتعظيمه وإجلاله على الوجه الذي يرضيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني