الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل النجاة من الشياطين المردة وإملاءاتهم

السؤال

أخت زوجتي تعاني مشكلة وهي في حاجة إلى مساعدتكم أعانكم الله، منذ حوالي ثلاث سنوات أصبحت حياتها غير عادية إذ بدأت ترى أشباحاً عند نومها تكلمها وحتى تطلب منها القيام ببعض الخدمات كمعالجة أمراض الناس بالخصوص، ويقترحون عليها استعمال بعض العقاقير حسب الحالات المرضية للأشخاص المرضى، لكن المرأة كانت في كل مرة تتجاهل الأمر والتجأت إلى الله وأكثرت من قراءة القرآن وختمه، مع العلم بأنها تقوم بواجباتها الدينية على أحسن حال، لكن أمورها تعكرت بمرور الأيام وتعرضت إلى عديد الأمراض وأجريت لها عمليات جراحية كثيرة كما اضطر الأطباء إلى إسقاط جنينها، وتواصل هذا الحال عدة سنوات وكانت دائماً تحاول التخلص من هذه الحالة بالرجوع إلى الإسلام إلا أنها لم تفلح، وفي المدة الأخير صلت صلاة استخارة ثم استجابت إلى ضغط هؤلاء الأشباح (الذي من المرجح أن يكونوا جنا لأنها أصبحت ترى حركاتهم بالنهار كذلك)، وبدأت تفعل ما يملى عليها بمداوات كل من يأتيها مريضاً ومده بالعقاقير المقترحة عليها، مع تحسن أمورها الصحية بصفة كبيرة جداً، السؤال: هل ما أجبرت عليه هذه المرأة على فعله رغما عنها هو شرك، هل هو حرام علما بأنها تفعله مجاناً ولا تتقاضى عليه أجرا، ماذا تفعل؟ وفقكم الله إلى كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فظاهر السؤال أن هؤلاء الذين تسميهم أشباحاً ليسوا سوى شياطين مردة، مكنهم ضعف هذه المرأة وقلة صبرها من أن يتسلطوا عليها، ولربما آذوها جسدياً.

والذي ينجيها من هذه الورطة هو أن تستعين بالله عز وجل وتعتصم به، وترفض طلب هؤلاء الشياطين، وتصبر إن أصابها منهم شيء تكرهه، فإنها منصورة عليهم إن اتقت وصبرت. قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحـج:60].

وهي في هذه الحالة مظلومة معتدى عليها، والله مع المظلوم والمعتدى عليه، وراجع الفتوى رقم: 34747.

وأما دعوى أنهم يرشدونها إلى علاج الناس والإحسان إليهم فدعوى باطلة لا تعطيهم الحق في حملها على ذلك رغماً عنها، فضلاً عن إيذائها إن لم تفعل، وهذا العمل منهم دليل على أنهم جنٌ عصاة إن لم يكونوا كفاراً، فإن المسلم حقاً من الجن والإنس هو من سلم الناس من لسانه ويده ولم يؤذ أحداً بغير حق، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب: 58].

وأما السؤال: هل طاعتها لهم شرك أم حرام؟

فينبني جوابه على نوع التعامل معهم، فإن التعامل مع الجن على أحوال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5701.

وعلى فرض أن هذه المرأة في تعاملها مع الجن لا تقارف الشرك والمحرم الآن، فإنها صائره إليه إن لم تنزع عن معاملة هؤلاء، وراجع في هذا الموضوع الفتوى رقم: 7369.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني