الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز تمني موت الزوجة لنزوات النفس

السؤال

أرجو المعذرة في جرأة السؤال.أنا شاب متزوج ولي ولد والحمد لله, المشكلة أني فجأة أصبحت أحب فتاة أخرى ولكي أكون صريحا أكثر أنا لا أعلم إن كان حبا أم نزوة عارضة وبصراحة إنني لا أحب زوجتي جدا ولكن هي امرأة ممتازة ولكنني لا أعلم ماذا أفعل. وأنا أريد أن أسأل أيضا عن الآتي:1- هل حرام أنني أحب واحدة أخرى على زوجتي؟2- هل مجرد التفكير في واحدة أخرى غير زوجتي حرام؟3- هل حرام أن أدعو الله أن يزوجني من هذه الفتاة؟4- هل حرام أنني أحيانا أتمنى أن أنفصل أو أن تموت زوجتي لكي أتمكن من زواج هذه الفتاة؟ كيف أنجو مما أنا فيه وأكفر عن سيئاتي فأنا في حيرة كبيرة وأرجو المعذرة في طرح كل ما يجول بخاطري ولكنني شعرت أنه يجب أن أتكلم مع أحد لكي ينصحني. أرجو الإفادة و لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا النوع من الحب يدخل ضمن الحب المحرم شرعا كما هو مبين في الفتوى رقم: 8663. وذلك أن شغل القلب بالتعلق بامرأة على وجه غير شرعي محظور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. متفق عليه. فاحذر أخي -حفظك الله تعالى- من هذه المعاصي وتب إلى الله تعالى إن كان قد حصل منك ما يخالف الشرع.

ثم إنه لا مانع أن تتزوج هذه الفتاة إذا كانت مرضية في دينها وخلقها لأن ذلك أنجع وسيلة لإطفاء نار العشق إذا علمت من نفسك القدرة على العدل بينها وبين زوجتك؛ لأن الله تعالى يقول: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً [ سورة النساء:3].

وليس من حرج في أن تدعو الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج من هذه الفتاة فإنه سبحانه جواد كريم وعد السائلين بالإجابة بقوله: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر:60].

وقبل أن ييسر الله تعالى هذا الأمر، ننبهك إلى أمرين:

1- قطع الصلة بهذه الفتاة تماما بما في ذلك الحديث معها والخلوة بها وإرسال النظر إليها لأنك إن فعلت ذلك أوقعت نفسك في حبائل الشيطان وجرك إلى معاصي أعظم.

2- تحذيرك من التفريط في حق زوجتك وأم ولدك خاصة أنها ممتازة كما قلت، فإن كنت غير راغب فيها لأمر فيها فأحببها من أجل ولدك وطيب خلقها، واعلم أن الإنسان قد يكره الشيء وهو خير، كما قال الحق سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ [ سورة البقرة:216]. ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.

وننبهك إلى أن من كمال إيمان المؤمن أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رواه مسلم.

وإذا كان هذا في عامة الناس فهو بين الزوجين أمثل، لذلك لا يجوز لك أن تتمنى موتها لأنك لا ترضى منها أن تتمنى موتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني