الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد السفر بغير محرم لتدرس العلوم الشرعية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أولا وقبل كل شئ: أود أن أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من خدمة لصالح الأمة, فجزاكم الرحمن كل خير وجعله ذخيرة لكم يوم لقاء وجهه الكريم.أما عن سؤالي: فأنا فتاة أبلغ 18 من عمري, أكملت دراستي الثانوية هذه السنة، وأحلم باليوم الذي أرى فيه الإسلام عزيزا منتصرا. ففكرت كيف يمكنني خدمة الأمة عن طريق دراستي, فوجدت أني أريد أن أدرس العلوم الشرعية، فقد اخترت طريق الدعوة إلى الله. كما أريد دراسة علم النفس لأنني أحبه كثيرا ولأن الدعوة في النهاية هي فن التعامل مع تلك النفس البشرية.المشكلة تكمن في كون دراسة العلوم الشرعية في بلدى ليست في مستوى طموحاتي, كما أنني أحلم بالدراسة في الازهر الشريف.(فهل يجوز لي شرعا أن أسافر من بلدي إلى مصر لطلب العلم في الأزهر الشريف بدون محرم).وعذرا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العلي القدير أن يتقبل منك حرصك على خدمة الإسلام والأمة الإسلامية، واهتمامك بدراسة العلوم الشرعية.

واعلمي أن علم النفس الذي يعرف حاليا في المؤسسات التعليمية هو شعبة من شعب الفلسفة. والفلسفة في الكثير من البرامج والمناهج التعليمية إنما هي عبارة عن تراث الفلاسفة اليونانيين ومن بعدهم ممن لا يدينون بدين صحيح. وراجعي في حكم الفلسفة الفتوى رقم: 15514.

فعليك وأنت تدرسي علم النفس أن تتنبهي إلى هذا الموضوع، وتحذري كل الحذر مما تجره هذه الدراسات من الانزلاق ومجانبة الطريق المستقيم.

وأما عن سفر المرأة دون محرم لغير فريضة الحج، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، لما رواه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم. وراجعي في هذا الفتوى رقم: 3096.

فالصواب إذا؛ أن لا تسافري السفر المذكور، وأن تسعي في تحصيل العلم الشرعي في بلدك وفي بيتك إن أمكن، لأن شأن المرأة هو القرار في البيت، كما أمر الله تعالى. قال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[سورة الأحزاب: 33]. ولعل الله تعالى ييسر لك إكمال المراحل الأخرى من التعليم كالماجستير والدكتوراه في الأزهر تحت ظل زوج أو محرم يباح لك السفر معه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني