الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جمع الصلوات طوال فترة الدراسة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام أنا شاب ذهبت من عند اهلي إلى فرنسا ابتغاء طلب العلم؛ ولكن كما تعلمون هي دولة علمانية لا تجيز الصلاة في الأماكن العمومية أو المرتبطه بالدولة.
وأنا أقضي معظم نهاري في الثانوية وبعض الأحيان أقضيه كله كحال الشتاء يكون النهار قصيرا!
فهل يجوز لي جمع الصلواة وبماذا تنصحونني؟
أرجوا منكم أن تجيبوني على السؤال خاصة أن الفتاوى التي أحلتموني إليها لا تنطبق علي تماما!
ولتبسيط قضيتي سأفصلها:
أنا شاب موريتاني أتيت هنا بادئ الأمر لدراسة اختصاص يتعلق بالتكنلوحيا الحديثة ولكن وبعد مضايقات كثيرة من الأساذة قررت تركها وتبديل الاختصاص وسأذكر هنا إحدى تلك المضايقات, فى البداية كان يسمح لي بالذهاب الي الصلاة حتى اليوم الذي طلبت الإذن من أحد الأساتذة فأجابنى عليك الاختيار بين الدرس والصلاة فقلت الصلاة, وذهبت أصلي, لكنه لم يتركني وشأني حتى حرض علي باقي الأساتذة مما استدعى المديرة إلى الاجتماع بي وقالت لي نحن دولة علمانية وعليك ترك الصلاة حتى ترجع إلى بيتك ومن هنا قررت ترك ذلك التخصص ,ووجدت تخصصا آخر تلائم مع الصلاة لكن ذلك لقلة الوقت الذي أدرس فيه.
أمافي السنة المقبلة فوقت الدراسة كثير وحظر الحجاب في سنته الأولى.
فما العمل أثابكم الله ولا تنسوني من دعائكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم بارك الله فيك وزادك حرصا على الخير أن دين المرء هو رأس ماله في هذه الحياة كما قال القحطاني رحمه الله تعالى:

الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران

فالواجب على المسلم المحافظة عليه والحرص على اجتناب كل ما من شأنه أن يضيع على المرء دينه

وإن أول ما ننصحك به هو عدم البقاء في تلك البلاد بلا ضرورة لذلك أو مصلحة راجحة، فإن كان بإمكانك أن تدرس هذا التخصص في بلادك أو غيرها من بلاد المسلمين كان هذا أولى لك من البقاء في تلك البلاد وتعريض نفسك ودينك للفتن والمغريات.

وإن لم يمكنك دراسة هذا التخصص في بلاد المسلمين فننصحك أن تختار من بلاد الكفر البلاد التي هي أقل فسادا وانحلالا ولا تمنع من إقامة شعائر الدين، ونظن أن هذا الأمر ميسور، فإن الدراسة في بلاد الغرب تكاد تكون متقاربة من حيث المستوى والتأهيل.

فإن لم يتيسر لك إلا أن تدرس في فرنسا وكنت قادرا على إقامة شعائر دينك وتأمن على نفسك من الوقوع في الفتن فلا حرج، لكن يتعين عليك إقامة الصلوات في وقتها، وأن تختار من المدارس ما لا يتعارض وقت الدراسة فيها مع أوقات الصلوات، ولا نجد لك عذرا في جمع الصلوات طيلة مدة الدراسة التي تمتد لعدة أشهر.

وللفائدة نحيلك على الفتاوى التالية: 42122، 2160، 4724.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني