الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خياران أمام من يعمل في مجال محرم

السؤال

عملي يفرض علي طباعة محرمات مثل السينما ومنحها امتيازاً وتأسيس بنك ربوي وغيرها فهل أترك العمل فوراً أم أبحث عن وظيفة أخرى ثم أترك العمل نظراً لظروفي الصحية فركبتاي لا تحملاني كثيراً ولا أطبع كثيرا إلا بواسطة قلم .
علماً بأن لدي سيارة وقيمتها 30000 ريال تقريباً.
وأنتظر الرد منكم بفارغ الصبر .
وجزاكم الله خيرا على جهودكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن طباعة أو كتابة ما يتعلق بالسينما المحرمة والبنوك الربوية حرام، سواء كان قليلا أو كثيرا، بقلم أو بغيره، لأن ذلك من الإعانة على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

وعليه، فأنت الآن بين خيارين:

الخيار الأول: أن تستمر في هذا العمل بشرط أن لا تقبل بطباعة أو كتابة ما هو محرم، فإذا لم تستطع ذلك فعليك بالخيار الثاني.

الخيار الثاني: هو أن تترك العمل في هذا المكان وتبحث عن غيره، وسيخلف الله عليك بخير، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله ما هو خير منه، واجعل نصب عينيك قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.

وأما عن الاضطرار فإن الضرورة لها أحكام حيث إن الضرورات تبيح المحظورات، ولكن المهم هو معرفة حد الاضطرار وهو أن يبلغ الحال بالمرء إلى أنه إذا لم يتعاط الحرام هلك أو قارب على الهلاك، فإذا كنت مضطرا لهذا العمل لقوتك اليومي ولا مصدر لك غيره فابق فيه حتى تجد الخلاص منه والبديل المباح مع البحث الجاد المستمر، والتقيد بأوامر الشريعة قدر المستطاع.

أما إذا كان لديك مصدر آخر ولو بأن تبيع بعض الأشياء غير الأساسية فإنك غير مضطر، ولا يجوز لك الاستمرار في عمل الحرام.

ومن الأشياء غير الأساسية امتلاك السيارة لإمكان الاستغناء عنها بالاستئجار عند الحاجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني