الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ارتباط بين اللون وبين العبودية

السؤال

وردت أحاديث تصف الأسود بالعبد فهل العبودية (أعني للبشر) مرتبطة باللون الأسود أم أن هذه هي مقاييس البشر المبنية على التمييز باللون.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا ارتباط بين السواد وبين العبودية، فقد يكون العبد أبيض، كما قد يكون الحر أسود، ثم إن الأحاديث وصفت عبيدا بالسواد، ولم تصف السود بالعبودية، والأصل في العبودية المشروعة هو الكفر لا السواد. وأما اختلاف الألوان فهو آية من آيات الله تعالى الدالة على توحيده. يقول الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ {الروم: 22}، وليعلم أن التفاضل بين الناس لا اعتبار له إلا بالتقوى، فالناس كلهم من آدم، وأكرمهم في ميزان الله هم أهل التقوى. يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات: 13}، وفي الحديث: يا أيها الناس: إن ربكم، واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى. إن أكرمكم عندالله أتقاكم. رواه البيهقي وصححه الألباني. وقد فهم الصحابة والتابعون هذا فجعلوا التقوى والسابقة في الإسلام معيارا للفضل ولو كان التقي عبدا في السابق، أو كان أسود اللون. فقد قال عمر رضي الله عنه في أبي بكر وبلال: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني بلالا. رواه البخاري

وقد زوج عبد الرحمن بن عوف وهو قرشي من أثرياء الصحابة وبيته من أعظم بيوتات قريش ـ زوج أخته ببلال رضي الله عن الجميع. وقد أقر التابعون للحسن البصري ولعطاء بن رباح بالفضل والعلم والإمامة في الدين، وكانا أسودين. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 34054 ، 37310، 12210.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني