الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدب يقتضي أن يغلق القرآن عند المعاشرة

السؤال

ما حكم أن يتم تشغيل الراديو على القرآن الكريم أثناء الجماع، علماً بأنه مفتوح طوال اليوم في غرفة النوم وليس فقط أثناء الجماع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من آداب الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم التدبر وكمال الإنصات قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف:204}، والآية وإن كانت في وجوب الإنصات والاستماع في الصلاة فإن عموم اللفظ لكل الأزمان معتبر عند العلماء، وإن لم يكن على سبيل الوجوب، والشخص وإن كان لا يمنع له الاستماع إلى التلاوة في أية حال، إلا أن الأفضل له أن يعظم حرمات الله تعالى، ويصون القرآن عن كل ما يقتضي عدم احترامه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى آية من كتاب الله فله حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة. رواه أحمد.

وقال بعض السلف: ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن.

واقتبس هذا المعنى من معنى الآية المذكورة: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. فإذا لم تكن تستمع إلى التلاوة فينبغي أن تغلقها.

والحاصل أننا لم نطلع على نص يمنع المعاشرة أثناء الاستماع إلى القرآن، وإن كانت الآداب الشرعية تقتضي من المسلم أن يستمع إلى القرآن بتدبر، فإن كان مشغولاً عن التدبر فليغلق الجهاز سواء كان عند المعاشرة أو غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني