الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عجز عن السداد في الأجل فألزموه بفائدة

السؤال

أنا شاب أتعلم في كندا قدمت منذ ثلاث سنوات ومشكلتي تكمن في أن والدي كان يعمل في الخارج وقد كنت أدفع القسط دون تأخير ولكن العمل توقف بعد فترة وعاد للعمل في الوطن حيث الأجور أقل ولذلك فأنا لم أعد قادرا على دفع القسط مرة واحدة خصوصا أني أحتاج النقود للمعيشة أيضا مع العلم بأن الحياة غالية جدا هنا لذا أضطر لدفع القسط على مراحل ولكن يفرضون علي فائدة للتأخير فهل يجوز لي أن أفعل ذلك خصوصا أنه لا حل عندي غيره ولا يمكنني العمل حسب القانون وأيضا لا يمكن إكمال اختصاصي في وطني بسبب القوانين الأكاديمية هناك مما سيحول دون إكمال تعليمي بالإضافة إلى الخسارة الكبيرة للأموال الكثيرة التي دفعتها في السنتين الماضيتين فهل يجوز أن أدفع الفائدتين إلى حين الخروج من الأزمة أرجوكم التوضيح لأني أعيش في أرق وخوف لعلمي بحرمة الربا وأخاف أن أعصي الله وشكرا جزيلا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للأخ أن يوقع عقدا مع الجهة التي يدرس بها يوافق فيه على دفع الفائدة عند التأخير عن دفع القسط، لأن هذا دخول في عقد ربا.

ولكن يدخل معهم على أن يسدد القسط في وقته ويحاول جاهدا أن يفي لهم بهذا الوعد، فإذا عجز عن السداد عند الأجل فألزموه بفائدة ولم يجد بدا من دفعها فلا إثم عليه لأنه مضطر إلى ذلك، والله تعالى يقول: إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. وحد الضرورة هو ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل عادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني