الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعيار في الصداقة الناجحة البعيدة عن الحرام

السؤال

فضلية الشيخ: إنني ومنذ فترة كنت في حالي لا أحب الاختلاط بالناس ولا أعرف العلاقات الاجتماعية جيداً، ولكن شاءت الأقدار أن أتغرب وأتعامل مع الناس بحكم علاقة الصداقة بزوجي فكنت في الأول قبل السفر عندما أسمع شيئاً على سبيل المثال بأن فلانة عندها زواج أو وفاة على اعتبار أنني مثلما سمعت فأكيد سيسمع الأخريات وأكتفي أن أتصل أنا بالأخت التي عندها الواجب وأعمل معها الواجب واكتشفت أنني على خطأ بعد معاشرتي للناس فأصبحت علاقتي سيئة بالناس ولا أقوم بذكر ما قامت به أخت من الأخوات بوقوفها معي وحضورها إلى منزلي وجلوسها معي في فترات الصباح عند وفاة والدي عندما سألتني صديقة وتشتكي لي عن إحدى الصديقات الأخريات لم أعرف ما نيتها وقلت لها بأن فلانة عملت معي كذا وكذا سيء ولم أنكر عليها العمل الجميل وأنني لا أريد أن أخسر العلاقة بسبب ما قامت به من عمل جيد معي، فأشعر أنني سيئة الأخلاق، وأرجو منكم أن تدلوني على الطريق الصحيح وكيف لي أن أصلح من نفسي ومن علاقتي بالأخريات، وأيضاً هناك موقف آخر كانت إحدى الأخوات الفاضلات تقوم بتعليمنا القرآن والتجويد وكنت سألتها عن دعاء سجود التلاوة وأجابتني ولكن على أنه لا تقول غير التسبيح المعتاد في الصلاة فلم أكتف بذلك قمت بالسؤال والبحث عنها في موقعكم حتى وجدتها وقمت بإرسال نسخه منها إلى إحدى الصديقات التي بدورها طبعته وأخبرت به الأستاذة التي علمتنا وهذه الأستاذة أشعر أنها أخذت موقفا مني فلم تتحدث معي كالمعتاد، فهل يجب علي عندما تقول لي إحدى الصديقات بأن عندها خبرا سعيداً من زواج أو مولود جديد أن أقوم بدوري وأتصل بالأخريات واقول لهم هذا الخبر بأن فلانه عندها كذا، أنا بجد في حيرة كيفية التعامل مع الصديقات وأيضاً وجدت نفسي عندما أسمع الخبر بأن إحداهن عندها هذا الخبر سواء كان سعيدا أو محزناً أتصل بصاحبة الخبر وأقول لها أنا سمعت من فلانة أو فلانة قالت إن عندك كذا، فهل هذا يدخل في باب الغيبة أو النميمة، أرجوكم مساعدتي لأني ينتابني شعور بأن ما قمت به خطأ آسفة على الإطالة، ملحوظة: كل من حولي يقوم بهذا العمل؟ ولكم مني جزيل الشكر، وأتمنى لكم المزيد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما نوصيك به في موضوع الصداقة، هو انتقاء الصديقات الخيرات والابتعاد عن الشريرات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

والمطلوب في الصداقة هو الوفاء والأمانة والصدق والبذل والثناء، فعليك أن تتحلي مع صديقاتك بهذه الصفات، وتبتعدي عن ضدها، ولا يجب عليك أن تتصلي بجميع صديقاتك وتخبريهن بأن إحدى صديقاتك حدث لها أمر معين أو قالت لك أو فعلت معك، بل ولا يندب لك مثل ذلك، وقد يكون غير مباح إذا تعلق بنحو غيبة. روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. قال ابن حجر العسقلاني معلقاً عليه: والمراد أنه نهى عن الإكثار بما لا فائدة فيه من الكلام.

وفيما إذا كان ما تخبرين به صديقاتك غيبة ونميمة أم لا؟ فإننا نقول لك انظري فيه، فإن كان فيه ذكر الإنسان بما يكره فهو غيبة، وإن كان فيه سعي لإفساد بين اثنين أو إثارة فتنة أو كشف عما يكره صاحبه الكشف عنه فهو نميمة، وراجعي في تعريف كل من الغيبة والنميمية وما يباح منها وما لا يباح فتوانا رقم: 6710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني