الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الملائكة الملازمون للإنسان

السؤال

سيدي الكريم: هل الملائكة تخطأ أم أنها معصومة من الخطأ، وإذا أخطأت هل تعاقب، هل ملائكة اليمين واليسار تبقى مع الإنسان طوال حياته أم أنه يقع تغييرها في وقت معين، برأيكم ما هو أحسن مرجع أو كتاب يمكن فيه الاستفسار أكثر من الملائكة؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالملائكة كلهم معصومون خلقوا للطاعة؛ قال الله تعالى: لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{التحريم:6}، وقال: وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {الأنبياء:27}، وقال سبحانه: وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ {الأنبياء:19}، وقال تعالى: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا {فاطر:1}، والرسل معصومون.

أما عن الملائكة الملازمين للإنسان، فالصحيح أنهم يتناوبون على العبد بالليل والنهار قال الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ {الإنفطار:10-11}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون. متفق عليه عن أبي هريرة.

قال ابن حبان: في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة الليل إنما تنزل والناس في صلاة العصر وحينئذ تصعد ملائكة النهار.

قال ابن المبارك: وكل به خمسة أملاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيئان ويذهبان وملك خامس لا يفارقه ليلاً ولا نهار.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (له معقبات) يعني الملائكة تعقب بالليل والنهار وتكتب على بني آدم. انتهى، أما بالنسبة إلى أحسن المراجع فهو كتاب (الحبائك في أخبار الملائك) للحافظ السيوطي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني