الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

(الكافي) من أسماء الله الحسنى

السؤال

نود من سماحتكم التفضل بالإجابة على سؤالنا وهو : هل الكافي من أسماء الله الحسنى أم لا ، مع ذكر الدليل على ذلك ، أفيدونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى يوصف بأنه كافٍ عباده ما يحتاجون إليه، وهي صفة ثابتة بالكتاب والسنة، أما الكتاب فقوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {البقرة: 137}. وقوله تعالى: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ {الحجر:95}. وقوله: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ {الزمر: 36}. والدليل من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا. رواه مسلم. وروي أيضاً عن أنس في قصة الغلام والراهب وفيه: اللهم اكفينيهم بما شئت.

قال الشيخ السعدي في تفسيره: الكافي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه، والكافي كفاية خاصة من آمن به وتوكل عليه واستمد منه حوائج دينه ودنياه.

قال الإمام الطبري عند قوله تعالى: قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون َ{الزمر: 38}، فإنه الكافي وبيده الضرر والنفع. اهـ. وقال: عند قوله تعالى: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ يقول: أسلم أمري إلى الله، وأجعله إليه، وأتوكل عليه، فإنه الكافي من توكل عليه. اهـ.

وقد ورد الكافي في أسماء الله تعالى عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. وقد ذكر القاضي ابن العربي المالكي في أحكام القرآن، والحافظ ابن حجر في فتح الباري وكذلك في التلخيص الحبير أن الكافي من أسماء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني