الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسلمو البربر كسائر المسلمين

السؤال

قرأت هذه الأحاديث النبوية: ‏حدثنا ‏قتيبة بن سعيد ‏حدثنا ‏ابن لهيعة ‏عن ‏القاسم بن عبد الله المعافري ‏عن ‏أبي عبد الرحمن الحبلي ‏عن ‏القاسم بن البرحي ‏عن ‏عبد الله بن عمرو: ‏أن رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: ‏ ‏من أخرج ‏‏صدقة ‏فلم يجد إلا بربريا فليردها.
‏حدثني ‏‏إسحاق بن منصور ‏وأبو بكر بن إسحاق ‏‏قال ‏أبو بكر ‏حدثنا وقال ‏ابن منصور ‏أخبرنا ‏عمرو بن الربيع ‏ ‏أخبرنا ‏يحيى بن أيوب ‏عن ‏‏يزيد بن أبي حبيب ‏أن ‏أبا الخير حدثه قال: ‏رأيت على ‏‏ابن وعلة السبئي ‏فروا فمسسته فقال ما لك تمسه قد ‏سألت ‏عبد الله بن عباس، ‏قلت إنا نكون‏ بالمغرب ‏ومعنا ‏البربر ‏والمجوس ‏نؤتي بالكبش قد ذبحوه ونحن لا نأكل ذبائحهم ويأتونا ‏بالسقاء ‏يجعلون فيه ‏الودك ‏فقال ‏ابن عباس ‏قد سألنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن ذلك فقال ‏دباغه ‏طهوره، أنا من أمازيغي (بربر كما يسمينا البعض)، وهم سكان شمال افريقيا، لهم ثقافتهم الخاصة، ولكن الحمد لله مسلمون كما في المشرق (عندكم)، أريد أن أعرف ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث عن البربر، وما سبب ورود الحديث، وإن كان لكم أضافات، فأرجو ذكرها؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الحديث الأول فهو غير صحيح، لأن في سنده ابن لهيعه وقد ضعفه الكثير من أهل الحديث، قال فيه أحمد بن حنبل راوي الحديث المذكور: ما حديثه بحجة وإني أكتبه أعتبر به. وقال فيه يحيى بن معين: في حديثه كله ليس بشيء. وقال فيه ابن مهدي: ما أعتد بشيء سمعته من حديثه. وقال عمرو بن الفلاس: ضعيف الحديث احترقت كتبه، هذا وقد حكم الذهبي على هذا الخبر أنه منكر ذكر ذلك في ميزان الاعتدال ، فالحديث إذا لا يصلح فهو شديد الضعف جدا .

وأما الحديث الثاني فهو في البربر قبل أن يعتنقوا الإسلام، لأن ذبائحهم آنذاك ميتة كذبائح المجوس، وهذا الحكم منطبق على العرب والعجم وسائر الناس، فالذين تحل ذكاتهم هم المسلمون وأهل الكتاب لا غيرهم، قال الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ {المائدة:5}، وأما المسلمون البربر الآن فهم كسائر المسلمين يعطون الصدقة وتؤكل ذبائحهم، وراجع ما كنا كتبناه عن الأمازيع في الفتوى رقم: 8244، والفتوى رقم: 33344.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني