الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول وجود الخاتم والأساور في أعضاء الوضوء

السؤال

هـل يـجـوز ارتـداء الـحـلـي الـذهـبـيـة مـن خـواتـم وأسـاور وعـقـود أثـنـاء الـوضـوء أو أثـنـاء الـصـلاة.أرجـو إجـابـتـي وجـزاكـم الـله خـيـرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلبس الخاتم أثناء الوضوء لا بأس به، وبعض أهل العلم يقول بالأمر بتحريكه حتى يصل الماء إلى البشرة تحته، ففي المصنف لابن أبي شيبة: أن عبد الله بن عمر كان إذا توضأ حرك خاتمه، وأبا تميم كان يفعله، وأن ابن هبيرة كان يفعله. انتهى.

وقال الباجي في المنتقى: فإن كان في يده خاتم فهل يحركه أم لا؟ قال مالك في العتبية: ليس عليه تحريك الخاتم في الوضوء، وقال ابن المواز: ولا في الغسل، وقال ابن حبيب: إن كان ضيقا فعليه تحريكه، وليس عليه ذلك إن كان واسعا. وقال الشيخ أبو إسحاق عليه تحريك الخاتم ضيقا كان أو غير ضيق، ويحتمل ما قاله مالك تعليلان أحدهما: أن الخاتم لما كان ملبوسا معتادا يستدام لبسه من غير نزع في الغالب لم يجب إيصال الماء إلى ما تحته بالوضوء كالخفين. والثاني: أن الماء برقته مع دقة الخاتم يصل إلى ما تحته من البشرة فلا يحتاج إلى تحريك، فعلى هذا لا يخالف ما قال ابن حبيب. انتهى.

أما الأساور والعقود ونحوها غير الخاتم من كل ما تلبسه المرأة من حلي موجود في أعضاء الوضوء فإن كان ما ذُكر واسعا يمكن وصول الماء إلى البشرة وجب تحريكه، وإن كان ضيقا وجب نزعه أثناء الوضوء. قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل: ونقض غير الخاتم من كل حائل من يد أو غيرها، فيندرج فيه ما يجعله الرماة وغيرهم في أصابعهم من عظم ونحوه فلا بد من نزعه إن كان ضيقا، أو إجالته إن كان واسعا يدخل الماء تحته. انتهى. وتصح الصلاة مع لبس أنواع الحلي المذكورة إذا كانت تلك الأنواع متصفة بالطهارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني