الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العبادات التي تستطيع الحائض القيام بها في رمضان

السؤال

كل عام وأنتم بألف خير إخوتي في الإسلام وأعاد الله علينا هذا الشهر الفضيل شهر رمضان باليمن والبركات، وجعلني الله وإياكم ممن يقيمه إيماناً واحتسابأً. في الفترة الأخيرة من قرب حلول هذا الشهر الكريم، كنت أتوق له بشدة أنتظره على أحر من الجمر ونفسي وقلبي مليئة بأحاسيس الفرحة بقدومه. وكنت أعد الأيام والليالي شوقاً ولهفة على حلوله. وهاهو قد حل. لكن وللأسف الشديد جاءتني أمس أحد مسببات الأفطار. فامتلأت نفسي حزنا وعيني دموعاً على هذا. فهل أنا آثمة بذلك. هذا وأتمنى منكم أن تمدوني بأشياء من أذكار وأعمال تعوضني فيه فترة الحيض عن الصيام والصلاة وقراءة القرآن فأرشدوني بالله عليكم. ولكم بإذن الله الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن فوات الصوم في رمضان بسبب الحيض أمر مكتوب على المرأة، فعليها التسليم لقضاء الله تعالى، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج، فلما جئنا سرف حضت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال ما يبكيك؟ نفست؟ قلت: نعم، قال: فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم.. إلخ. هذا، وإن شوقك أن تبلغي شهر رمضان، وحزنك على فوات بعض الطاعات فيه لهو علامة على الإيمان ودليل صدق محبة الله، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو المؤمن. رواه الترمذي وقال حسن صحيح. ولكن لتعلمي أن الحيض ليس سببا في هجر قراءة القرآن، فإن للحائض أن تقرأ القرآن من غير مباشرة للمصحف، بأن تستخدم حائلا ً من قفازات ونحوها، وكذلك لها أن تسمتع للقرآن من خلال الأشرطة، وانظري الفتوى رقم: 259. وللحائض أن تمس وتقرأ كتب التفسير وكذلك الكتب التي تشتمل على آيات قرآنية، وانظري الفتوى رقم: 2224. كما أنه يشرع للحائض أن تذكر الله مطلقاً، وأن تحافظ على الأذكار الموظفة وأذكار الصباح والمساء، وانظري الفتوى رقم: 14187. هذا، وطالعي طائفة من الأحكام التي تخص المرأة الحائض في الفتوى رقم: 25881.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني