الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تصح الصلاة إلا بدخول الوقت

السؤال

1- هناك بعض الناس يصلون صلاة الصبح في المسجد بنية النافلة وبعد وقت محدد يصلونها (الصبح) في منازلهم, عندما سألتهم قالوا إننا صلينا والوقت لم يحن بعد، أرجو منكم الشرح, وهل يكون قيام صلاة الصبح والنجوم لم تختف أم بعد اختفائها، وما هو وقت الصلاة بالضبط؟2- من فضلكم دلوني على كتب كيفية ترقيع الصلاة في الجماعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة -ومنها وقت صلاة الفجر- بياناً واضحاً لا لبس فيه وذلك في أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس. ومنها حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمه جبريل عند البيت مرتين.... قال: فجاءه جبريل حين برق الفجر أو قال سطع الفجر. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني. وفي رواية: ثم أسفر في الفجر حتى لا أرى في السماء نجماً. والمقصود بطلوع الفجر هو ظهور الفجر الصادق المعترض بالأفق ولا يعقبه ظلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا يعني معترضاً. رواه مسلم عن سمرة، ورواه أحمد والترمذي بلفظ: ولكن الفجر المستطير في الأفق.

قال ابن رشد: واتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس إلا ما روي عن ابن القاسم وعن بعض الشافعية أن آخره الإسفار. انتهى.

وقال ابن قدامة في المغني: وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر إجماعاً.... وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ويسمى الفجر الصادق.. فأما الفجر الأول فهو البياض المستدق صعداً من غير اعتراض فلا يتعلق به حكم ويسمى الفجر الكاذب. انتهى.

ومن خلال ما تقدم يعلم أن صحة الصلاة لا تتم إلا بدخول الوقت ومن صلى ولم يتحقق دخول الوقت أو يغلب ذلك على ظنه فلا تجوز صلاته ولا تجزئه ولا يصح الاقتداء به لا في فريضة ولا في نافلة، ويمكن الاعتماد على التقاويم الموجودة بين أيدي الناس عندكم إن كانت موافقة للواقع وإلا فالعبرة بالرؤية، ولكن الرؤية اليوم لا تتاح لجميع الناس فمن أمكنه أن يرى طلوع الفجر عياناً أو يثبت عنده بشهادة ثقة لزمه ذلك، وإن لم يمكنه فإنه يعمل بالآذان والتقاويم ويتحرى الصواب قدر استطاعته، قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، كما يمكنك الرجوع لعلماء بلدك فإنهم أعلم بصحة المواقيت عندكم.

أما قولك هل يكون قيام صلاة الصبح والنجوم لم تختف أم بعد اختفائها؟ فالجواب: أن أول وقت صلاة الفجر عند إدبار النجوم للأفول ولكن يبقى أثرها حتى تختفي عند الإسفار، أما الكتب التي ننصحك بقراءتها فمنها: كتاب صلاة الجماعة للسدلان، وكتاب صلاة الجماعة في ضوء الكتاب والسنة للدكتور سعيد بن وهف القحطاني، وكتاب أهمية صلاة الجماعة للدكتور فضل إلهي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني