الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطأ الزوج لا يسوغ للزوجة ارتكاب الخطأ

السؤال

أنا متزوجة منذ عامين ونصف, كان زوجي أحبني وأراد الزواج منذ 5 سنوات من قبل وكان قد طلب يدي عدة مرات ولأنني لم أكن أحس أنني مهيئة للزواج لم أقبل به وفي المرة الرابعة قبلت بعد ما استخرت عدة مرات, المهم, فترة الخطوبة كنا نتكلم في الهاتف عدة مرات وبحكم أنني كنت في آخر سنتي الجامعية كنت أتأخر في العودة للمنزل في بعض الأحيان, ويوم ما كلمته عندما أكملت وكانت 12 ليلا, والعادة عنده أن ينام متأخرا فوجدت الهاتف مشغولا لمدة من الزمن وبعدها كلمني فسألت وبعد إصرار مني فقال إنه كان خاطبا قبلي وفسخ معها لأنه يعلم أنه إن تزوجها يعيش معها وهو يفكر بي فلا يريد تعذيبها ولم يصارحها قال لها فقط إنه لا يوجد نصيب, وتكرر الموقف وكنت أقول له إنه بحكم أنه فسخ خطوبته فلا يجوز التكلم معها فيقول إنه يتقي شرها, ولم أعط أهمية أكبر للموضوع إلى بعد الزواج. في أيام الزواج الأولى رن الهاتف النقال في 3صباحا فتغير لونه وقال لا بد أنه أحد عماله كان في مأمورية هذا ممكن بحكم عمله ولكنه طلب أن أحضر له شيئا لأكله فدخلني الشك وانتظرت نومه وفتشت الهاتف ووجدت رقما حفظته وجربته عدة مرات فوجدت أنه لامراة فواجهته بالأمر, وكان قد تعرض في الأيام الأولى لزواجنا لسحر للطلاق مني تأكدنا من الأمر فيما بعد ورقينا والحمد لله, ولكن في ذلك الوقت لم أكن أعلم فلما واجهته قال إنها المرأة التي حدثني عنها وإنها تريد الزواج منه وهو يفكر فقلت في نفسي كان يريدني لسنين وأيام بعد الزواج يريد الأخرى ليس فيه خير فطلبت منه الطلاق فتراجع وقال إنه يمزح ولكنها تطارده فقلت يجب التكلم لأحد من عائلتها وإيجاد حل فقال هذا مستحيل ويجب أن تضعي نفسك مكانها - وقد كنت تعرضت لموقف مثلها وبمجرد طلب الآخر يد أخرى رغم تعلقه بي وأنا به قطعت العلاقة- كنا مخطوبين أيضا - كليا - وحاولت أن تدخل الشك في زوجي بأن يكلمني شخص على أنه عشيق - أستغفر الله - ولكن الله فضحها في اليوم التالي من عنده. أردت الطلاق مرارا لهذا السبب ولكني بحثت ووجدت أن هذا سبب لا يعطي المرأة شرعا حقا في طلب الطلاق, وبسبب هذه المشكلة أضعت جنينا فهذه المشكلة تؤرقني لأنه لا يقدر على فراقي - ولا أنا - وفي نفس الوقت لا أحتمل كذبه - يبعث لها برسائل غرامية على SMS وينفي هذا وهو لا يترك أحدا يقترب من هاتفه - ولا أفهم تعلقه أنا لا أفهم هذا وما حكم الشرع مع العلم أنني متفتحة جدا وكان لي أصدقاء من الشبان تربيت في بلد يقبل بهذا ولكن في حدود الأخوة وكنت أفهم الآخر دائما ولا أحد كان يتجرأ وبعلم والدي ولكن بحكم أنه غيور جدا قطعت كل علاقاتي أما هو فتربى في مجتمع مغاير وأعلم أنه غير معتاد والأكثر مواظب على صلاته وفرائضه وعلى خلق عظيم إلا هذه المشكلة فبماذا تنصحوني وكيف يجب العمل ؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يصلح حالك ويبعد عنك وعن زوجك من يريد الشر بكما، وعلى الزوج أن يتقي الله في نفسه وفي زوجته وأسرته من هذه العلاقة المحرمة مع هذه المرأة الأجنبية فإن ما يفعله خيانة لله والله سبحانه لا يحب الخائنين. ثم اعلمي أن طلب الطلاق بغير عذر شرعي يبيح ذلك لا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن. ولا ندري ما تعنين بقولك أضعت جنينا هل هو الإجهاض المتعمد إن كان كذلك فتوبي إلى الله عز وجل من ذلك، وراجعي في حكم الإجهاض الفتاوى التالية: 991 ، 2385 ، 5920 ، واعلمي أيضا أن خطأ الزوج وفعله للحرام لا يبرر للزوجة فعل الخطأ لأن كل فرد مسؤول أمام الله عن نفسه ومحاسب عن عمله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً {لقمان: 33}. وكما قال سبحانه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ { عبس: 34ـ37} . فتركك للعلاقة السابقة مع الشباب ينبغي أولا أن يكون لله وطاعة له سبحانه، ثم من أجل حق الزوج عليك وحفظا له في غيابه، كما قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء: 34}.ولا يحملنك تمادي الزوج في علاقة محرمة أن تقومي بمثل فعله، فإن هذا الفعل حرام وإن قبله وتعارف عليه أهل بلد فلا عبرة بقبول أهل الأرض جميعا بشيء حرمه الله إذ الشرع ما شرعه الله، والحرام ما حرمه والحلال ما أحله، فعليك أن تعالجي الأمر بحكمة وروية وأن تكسبي زوجك ولا تجعليه يفكر في غيرك، فإن الرجل إذا وجد في زوجته ما يشبع رغباته العاطفية والجسدية لم يلتفت إلى غيرها. وننصحك أخيرا بالالتزام بدين الله فإن في الالتزام بدين الله حفظا للأسر من التفكك، فإن ما نراه ونسمعه من انهيار البيوت وهدم الأسر وحالات الطلاق والفشل في الحياة الزوجية سببه الرئيسي بعد الناس وانحرافهم عن منهج الله في الحياة عموما وفي الحياة الأسرية على وجه الخصوص، فإن الزوج المتدين وكذا الزوجة الملتزمة لا يحصل منهما الخيانة لبعضهما، ويؤدي كل منهما ما عليه من الحق اتجاه الآخر، وهذا أهم عامل من عوامل ترابط الأسرة وتماسكها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني