الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطأ في الدعاء جهلاً أو نسياناً لا أثر له

السؤال

والدتي أمية وأنا أحاول أن أعلمها بعض الأدعية الجامعة، وعلمتها دعاء اللهم إني أسالك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. لكن المشكلة أنها تنسى كثيرا وتعكس الدعاء في بعض الأوقات عندما تكون لوحدها وتدعو في الصلاة بحيث تدعو بالاستعاذة من الخير والاستعانة بالشر وهي لا تدري، وأنا أخاف عليها أن يستجاب دعاؤها هكذا فماذا تنصحوني أن أفعل هل أستمر بتعليمها أم أتوقف.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تحرص دائما على تعليم أمك ما أمكن من الأدعية المأثورة وكل مفيد نافع، وتثاب على ذلك إن شاء الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الدال على الخير كفاعله. رواه الترمذي وغيره. وقال أيضاً لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.

ثم إنه لا حرج على الأم المذكورة ما دامت تخطئ في الدعاء عجزا أو خطأ لرفع الإثم والحرج عنها. ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: لما قرأ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، قال: قال الله: قد فعلت. كما قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني. وعليه؛ فلا حرج على الأم المذكورة بسبب الخطأ في الدعاء لأنها معذورة، ولن يترتب على دعائها إلا خيرا، ولا محذور في ذلك، فالله تعالى مطلع على قصدها وحرصها على الاستفادة من بركة الدعاء، وأنها لا تقصد الدعاء على نفسها بمكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني