الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا أعمل معلمة في مدرسة لتعليم اللغة العربية لأبنائنا في بلاد المهجر وأثناء الدوام يحين وقت صلاة الظهر وأصلي أنا والمعلمات والطلاب وهم من مختلف الأعمار والجنسيات وأعمارهم تتراوح ما بين الست سنوات والسادسة عشرة وهم بنون وبنات ونصلي خلف المديرة وهي تؤمنا وهي تجهر في صلاتها بكل حركة تقوم بها من قراءة الفاتحة والسورة الصغيرة إلى الركوع والسجود والتشهد وكل ذلك بصوت مرتفع بهدف تعليم الأولاد الصلاة وما يجب عليهم قوله أثناء الصلاة والأشياء الواجب فعلها ولاحظت أن الأطفال خاصة مبسوطين بما يقومون به ويرددون مع المعلمة الفاتحة والسور الصغيرة وسؤالي يافضيلة الشيخ هو هل صلاتي خلف المديرة صحيحة وما عليها شيء أم يجب علي إعادتها وكذلك هل إمامة المديرة صحيحة أم عليها غبار.أفيدوني أثابكم الله وجزاكم عنا ألف خير والسلام عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة النساء جماعة، فذهب الشافعية إلى أنها تستحب، وتقف من تؤمهن وسطهن، وممن روي عنه أن المرأة تؤم النساء: عائشة وأم مسلمة ولا يعرف لهما مخالف من الصحابة، وروي عن أحمد روايتان: رواية أن ذلك مستحب، وأخرى أن ذلك غير مستحب، وإن فعلن أجزأهن. وقال الحنفية: يكره تحريما جماعة النساء وحدهن بغير رجال ولو في التراويح، والراجح صحة إمامة المرأة للنساء لما رواه أبو داود وصححه من حديث أم ورقة بنت نوفل الأنصارية، رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت قد جمعت القرآن، وكانت تؤم أهل دارها، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها.

وأما بالنسبة للثواب فيرجى أن يحصل لهن ثواب الجماعة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. رواه الشيخان. وفي رواية للبخاري عن أبي سعيد: بخمس وعشرين درجة. وأما صلاة المرأة بالرجال فلا تصح، سواء كانوا صغارا أو كبارا عند جماهير أهل العلم، قال ابن قدامة في المغني: وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافلة، وفي قول عامة الفقهاء. انتهى. وقال الشافعي في الأم: وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة، وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة، لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء، وقصرهن عن أن يكن أولياء وغير ذلك، ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا. انتهى.

وأما جهر هذه المعلمة بما لا يجهر به الإمام في الصلاة كالتشهد والذكر الذي في الركوع والسجود ونحو ذلك فخلاف السنة عند جماهير أهل العلم، ولكن من جهر صحت صلاته عندهم بلا إثم، ومنعه الحنفية لأنهم يرون وجوب الإسرار في موضع الإسرار ووجوب الجهر في موضع الجهر، وقد فصلنا مواطن الجهر والإسرار للإمام والمأموم والمنفرد في الفتوى رقم: 23768.

وعليه.. فينبغي أن يقدم رجل يصلي بالجميع، ويكون خلفه الرجال والصبيان ثم النساء خلفهم، أو يصلي الرجال وحدهم والنساء وحدهن، وينبغي أن يعلم الصبيان الصلاة بطريقة التلقين والتفهيم، وعلى كل حال فجزاكم الله تعالى أحسن الجزاء وزادكم حرصاً على الخير وعصمنا وإياكم من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، والله الله في أنفسكم وأولادكم في تلك البلاد الفاسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني