الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التخلص من الضيق والاكتئاب

السؤال

السلام عليكم أحيانا تصيبنى نوبة اكئئاب وتسبب لى نوعا من البرود فأقوم بالصلاة و كأنها مجرد واجب فقط وأحيانا أخرى تصيبني حالة تجعلني أبكي على والدي المتوفى وأتخيل نفسي في قبر وأظل أبكي وأخاف من عذاب الله فماذا أفعل؟! وهل يجوز أن أصلى صلاة توبة كل يوم فهناك أخطاء تكاد تتكرر رغما عنا كالغيبة والنميمة؟ وما هي طريقة صلاه التوبة؟! كما أنني قمت خلال فترة الخطوبة ببعض التجاوزات بيني وبين خطيبي وأنا الآن متزوجة ولدي طفلة فماذا أفعل حتى بعفر لي؟ وكيف أعرف إن الله راض عني أم لا ؟
من فضلك أريد رداً خاصاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بإمكان المسلم أن يتخلص من الاكتئاب بصدق إيمانه وقوة يقينه بالله تبارك وتعالى والاعتماد عليه، وعلمه بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ومن وسائل التخلص من الضيق والاكتئاب كثرة ذكر الله تعالى، فبه تنشرح الصدور وتطمئن القلوب.

ولا أقل من أن يداوم المسلم على أذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه، والطعام والخلاء، والنوم والاستيقاظ...

ومن الأذكار التي تفرج الهم وتكشف الغم دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله تعالى تعقيباً على هذا الدعاء: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {الأنبياء: 88}.

وأما الخوف من الموت والإكثار من ذكره، فمطلوب إلا أنه لا يجوز أن يكون سبباً في تدهور حياتك، فالخوف المحمود من الموت هو الذي يدفعك إلى الأعمال الصالحة والتنافس في الخيرات، مع حسن الظن بالله ورجاء عفوه وثوابه، وننصحك بشغل وقتك بتلاوة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله ومجالسة الصالحات والبعد عن المنكرات.

وأما صلاة التوبة، فمستحبة باتفاق الأئمة الأربعة: مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وأما صفتها فقد بينت في الحديث الذي رواه الترمذي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي، ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران: 135} ، وهو حديث حسن .

أي أنه يستحب إذا أذنب المسلم ذنباً وأراد أن يتوب من ذنبه، أن يصلي لله ركعتين، يقدم فيهما التوبة عن ذنبه لله تعالى.

وأما ما قمت به من مخالفات شرعية مع خطيبك، فالواجب عليك التوبة منها والندم على فعلها، واعلمي أن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب حبيب الله وهو كمن لا ذنب له فلا تقلقي، وبادري إلى التوبة وجدديها كل وقت، وعلامة قبول التوبة، ورضى الله عن عبده أن يوفقه إلى عمل صالح عقب العمل الصالح، والتوبة تلو التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني