الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

(Request Answer in arabic)سؤالي عن حديث الرسول صلى الله عليه و سلم لما قال: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. هل الذي فعل ذنبا من الكبائر داخل المدينة المنورة ملعون عند الله؟ أم معنى كلمة حدث ومحدث متعلق بالبدعة وفعل البدعة؟جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور متفق عليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحدث في اللغة من الحدوث وهو الوقوع والتجدد وكون الشيء بعد أن لم يكن، والحدث اسم يأتي بمعنى الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف، ومنه محدثات الأمور، فـ (الحدث) المذكور في الحديث يشمل المعاصي، ومنها الكبائر ويشمل البدع.

قال الشاطبي: وهذا الحديث في سياق العموم، فيشمل كل حدث أحدث فيها مما ينافي الشرع. اهـ

وقال النووي في شرح مسلم: قال عياض: من أتى فيها إثما أو آوى من أتاه وضمه إليه وحماه... واستدلوا بهذا على أن ذلك من الكبائر، لأن اللعنة لا تكون إلا في الكبيرة. اهـ

وقال الحافظ في الفتح: والمراد بالحدث والمحدث: الظلم والظالم على ما قيل أو ما هو أعم من ذلك.

وقال في موضع آخر: أي أحدث المعصية.... قال ابن بطال: وقد علم أن من آوى أهل المعاصي أنه يشاركهم في الإثم، فإن من رضي فعل قوم وعملهم التحق بهم، ولكن اختصت المدينة بالذكر لشرفها. اهـ

وقال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والخمسون بعد المائة: إخافة أهل المدينة على مشرفها أفضل الصلاة والسلام، وإرادتهم بسوء، وإحداث حدث أي: إثم فيها، وإيواء محدث ذلك الإثم، وقطع شجرها وحشيشها. اهـ

وعليه، فمن ارتكب كبيرة في المدينة المنورة داخل في معنى الحدث الملعون صاحبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني